مشاهد الفوائد وشواهد الفرائد،

أحمد بن عزالدين بن الحسن (المتوفى: 941 هـ)

فصل: [في معاداة الإمام والبغي عليه]:

صفحة 63 - الجزء 1

  - إما تركه لفرائضه وفعله لمحارمه.

  - وإما أن يكون متناولاً لمعاداة أولياء الله فيقال عدو الله، والمراد عدو أولياء الله على تقدير مضافٍ، وهذا كثير في القرآن مثل: {وَجَاءَ رَبُّكَ}⁣[الفجر: ٢٢] أي أمر ربك، {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}⁣[يوسف: ٨٢] أي أهل القرية، ويسميه أهل [أصول الفقه]⁣(⁣١) مجاز حذفٍ.

  قلت: ومن عادى الإمام فإنه يصح فيه كِلَا التفسيرين:

  - أما على التفسير الأول: فلأنه قد ترك شيئاً من مهم الواجبات، وهي نصرة الإمام والجهاد معه، وكذلك ارتكب معاداة الإمام، وهي محرمة بالإجماع.

  - وأما على التفسير الثاني: فظاهر، فإن الإمام من أولياء الله فيكون عدواً لله لا محالة، والباغي فاسق بالإجماع لا العكس.

[حقيقة الباغي]:

  والبَاغي: «من يظهر أنه محق والإمام مُبطل، وحاربه أو عزم، وله منعة»، والبغي مصرعة لأهله، وفي القرآن الكريم ثلاث آياتٍ دالة على [أن]⁣(⁣٢) وبال البغي على صاحبه، وهي: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}⁣[يونس: ٢٣]، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}⁣[فاطر: ٤٣]، {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}⁣[الفتح: ١٠]، هذه الآيات بمعنى واحدٍ، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ٩٠}⁣[النحل]، وهكذا كانت العرب تعتقد وينهون عنه، لذلك قال بعض رؤساء العرب وساداتهم⁣(⁣٣) وقد أقام مع النَّمِر بن قاسط متزوجاً فيهم، فقال يوصيهم: «اعلموا أن لكم عليّ حقاً وسآمركم بخصال،


(١) في نسخة (أ): الأصول.

(٢) من نسخة (أ).

(٣) قيس بن زُهير العبسي.