مشاهد الفوائد وشواهد الفرائد،

أحمد بن عزالدين بن الحسن (المتوفى: 941 هـ)

فصل: [في معاداة الإمام والبغي عليه]:

صفحة 65 - الجزء 1

  الأشعث، ووعدها بمال عظيم وبأنه ينكحها ولده يزيد، فلما سمّته وفى لها بالمال ولم يف لها بالزواج؛ خيفةً على ولده منها، وقتل يزيد الحسين بن علي #(⁣١)، قتله أميره وجيشه بالعراق، وحملوا رأسه إلى يزيد اللعين وفي يده مِخصرة⁣(⁣٢) فأخذ ينكت بها ثنايا الحسين التي كان يقبلها رسول الله ÷، ولم يرع لرسول الله فيه ذماماً ولا توقيراً ولا احتراماً، وحملت نساء أهل البيت - بنات فاطمة & - إلى يزيد عراة حفاة كأنهن سبايا، ثم قتل بنو مروان الحسن بن الحسن بالسُمّ، وزيد بن علي بالسيف⁣(⁣٣)، قتله هشام بن عبد الملك بن مروان، [و] صلبه بالكناسة في العراق مدة طويلة، ثم قتلوا ولده يحيى بن زيد⁣(⁣٤).

  ثم لما تولى بنو العباس أكثروا القتل في أهل البيت، واستجروا على الله ø أكثر من بني أمية، فقتل أبو الدوانيق محمد بن عبد الله النفس الزكية⁣(⁣٥)، وكثيرون قتلوا في دولتهم: مثل إبراهيم بن عبد الله⁣(⁣٦)، ويحيى بن عبد الله⁣(⁣٧)، والإمام الحسين صاحب فخ⁣(⁣٨) [$]⁣(⁣٩)، وكم نعُدّ من هذا القبيل فإنه كثير غير قليل، استشهدوا في سبيل الله، وباعوا أنفسهم من الله، فأربح الله مسعاهم، وأكرم مثواهم، شعر⁣(⁣١٠):

  بَاعُوا النُّفُوسَ مِن الرَّحْمَن وَهيَ لَهُ ... فَأرْبَح اللهُ مَسْعَاهُمْ وَمَا خَسِرُوا

  ومُنيوا من الأمة بمن لم يعرف حرمتهم، ولم [يقم]⁣(⁣١١) بما يجب لهم، [بل


(١) سنة ٦١ هـ.

(٢) المِخْصَرة: عصا أو قضيب يكون بيد الملك إذا تكلم أو الخطيب إذا خطب.

(٣) سنة ١٢٢ هـ.

(٤) سنة ١٢٦ هـ.

(٥) سنة ١٤٥ هـ.

(٦) سنة ١٤٥ هـ.

(٧) سنة ١٧٥ هـ.

(٨) سنة ١٦٩ هـ.

(٩) من نسخة (ب).

(١٠) للإمام المتوكل على الله المطهر بن محمد، المتوفى سنة ٨٧٩ هـ.

(١١) في نسخة (أ): يف.