مقدمة
مقدمة
  علم الاجتماع السياسي من العلوم الإنسانية المهمة؛ وذلك لصلته الوثيقة بالحياة والنشاط الإنساني، فبعد نشوء الدولة على يد الأنبياء - وفقاً للنظرية القرآنية -، ثم تلى ذلك خلافة الإمامة للنبوة في إدارة الدولة، وعند ذلك نمت من خلال الممارسة الاجتماعية للحياة المواهب والقابليات، وبرزت الإمكانات المتفاوتة، واتسعت آفاق النظر، وتنوعت التطلعات، وتعقدت الحاجات، فنشأ الخلاف، وبدأ التناقض بين القوي والضعيف، وأصبحت الحياة الاجتماعية بحاجة إلى موازين تحدد الحق وتجسد العدل، وتضمن استمرار وحدة الناس في إطار سليم، وتصب كل تلك القابليات والإمكانات التي نمتها التجربة الاجتماعية في محور إيجابي يعود على الجميع بالخير والرخاء والاستقرار، بدلاً عن أن يكون مصدراً للتناقض وأساساً للصراع والاستغلال(١).
  وفي إطار الجهود البحثية عن المشاكل السياسية من الناحية الاجتماعية وإيجاد الحلول المجزية لها، كان للمؤلف مساهمة في ذلك بكتابه هذا المعنون بـ (مشاهد الفوائد وشواهد الفرائد)، وللمؤلف اطلاع واسع في هذا المجال؛ فهو من عائلة علمية لها مساهمات عديدة في هذا الجانب، فأبوه هو إمام اليمن الهادي عز الدين بن الحسن - المتوفى سنة ٩٠٠ هـ -، له دراسة بعنوان (العناية التامة في تحقيق مسألة الإمامة)(٢)، والمؤلف نشأ في ظل ولاية أبيه للسلطة السياسية في اليمن، وفي ظل مشاركة له فيها، وذلك ما جعل من الأهمية بمكان دراسته هذه في هذا الجانب؛ نظراً لاطلاعه عن كثب عن الأوضاع وأخذه لتجارب والده السياسية والاجتماعية النظرية منها والعملية، وقد دعا المؤلف إلى تأليف كتابه هذا سوء
(١) المدرسة الإسلامية ص ١٣ - ١٤.
(٢) مطبوع ضمن (الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم) عن مؤسسة الإمام زيد، ٢٠٠٨ م.