فصل: [ما يجب عند دعوة الإمام المعروف]:
الباب الأول: فيما يجب له
فصل: [ما يجب عند دعوة الإمام المعروف]:
  اعلم أن القائم في العترة إذا شهر نفسه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، فعلى من تواترت له دعوته إذا كان قد عرف كماله، وحصول الشرائط المعتبرة فيه: دعاء الناس إلى طاعته، وحثّهم على مبايعته، كما كان من الفقيه الشهيد حُميد بن أحمد المحلي(١) في شأن الإمام أحمد بن الحسين #(٢) , فإنه لما بلغته دعوته حثّ الناس على إجابته، وكان منه إقامة الجمعة، واعتذر عن الوصول إليه في الحال؛ بألمٍ كان مانعاً له.
[ما يجب عند دعوة الإمام غير المعروف]:
  وعلى من تواترت إليه دعوته ولم يكن يعرفه: أن ينهض إليه ويبحثه، ويتعرف الخصال المشروطة منه، ويكفي في الاختبار القدر الذي يعرف به ثبوت الإمامة، وليس على الإمام أن يجيب مسائل المعاياة(٣) ولا ما لم يتعلق بعلوم الاجتهاد، هذا فرضُ العلماء.
  وأما الدّهماء: فإنهم فرضهم الرجوع إلى علمائهم والاهتداء بهديهم؛ فهم لب اللباب، ونظراء السنة والكتاب، وحجة الله في أرضه، وتراجمة إثباته ونفيه.
  وأنا إلى الآن لم يتبين لي لِمَ لم يكن على العوام البحث عن الخصال التي يمكنهم
(١) الفقيه العلامة الشهيد حميد بن أحمد ن عبد الوهاب بن عبد الرزاق المحلي الهمداني الوادعي، صاحب الحدائق الوردية، ومحاسن الأزهار، والعمدة، والوسيط، وغيرها، توفي شهيداً سنة ٦٥٢ هـ، الأعلام للزركلي ج ٢ ص ٢٨٣.
(٢) الإمام المهدي أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن عبدالله بن القاسم بن أحمد بن أبي البركات إسماعيل بن أحمد بن القاسم بن محمد بن الإمام القاسم الرسي، دعا إلى الله سنة ٦٤٦ هـ، له مجموعة من الرسائل منها حليفة القرآن، والرسالة الزاجرة، وتوفي شهيداً سنة ٦٥٦ هـ، ودفن بـ (ذِيْبِيْن) من بلاد خَارِف اليمن، التحف شرح الزلف ص ٢٤٧.
(٣) المسائل التي يقصد بها إعياء العالم.