مشاهد الفوائد وشواهد الفرائد،

أحمد بن عزالدين بن الحسن (المتوفى: 941 هـ)

فصل: [في معاداة الإمام والبغي عليه]:

صفحة 64 - الجزء 1

  وأنهاكم عن خلال: عليكم بالأناة؛ فبها تنال الفرص، وعليكم بالوفاء؛ فبه يعاش الناس، وعليكم بتسويد من لا تعابون بتسويده، وإعطاء من تريدون إعطاءه قبل المسألة، ومنع من تريدون منعه قبل العسر، وإعانة الجار على الدهر، وخلط الضيف بالعيال، ولا تردوا الأكفاء عن النساء، فإن لم تجدوا فخير أكفائهن القبور، ولا تعطوا الأموال في الفضول إلا بعد أداء الحقوق، فإن قدرتم فافعلوا، وأحذركم البغي؛ فإنه صرع زهيراً، وعن السرف في القتل؛ فإن سرفي في القتل يوم الهباءة أورثني الذلّ، [واعلموا]⁣(⁣١) أني أصبحت ظالماً مظلوماً، ظلمني بنو بدرٍ بقتلهم مالكاً، وظلمتهم بقتلي من لا ذنب له»⁣(⁣٢).

[قتال الإمام للبغاة]:

  وللإمام قتال البغاة؛ لقوله تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}⁣[الحجرات: ٩]، وقد ذكروا أن جهادهم أفضل من جهاد الكفار إلى ديارهم؛ إذ فعلهم في [دار]⁣(⁣٣) الإسلام كفعل الفاحشة في المسجد، ولم تزل الدعاة من أهل البيت $ مبتلين في هذه الدنيا بالبغي عليهم، أولهم وآخرهم وقديمهم وحديثهم، ويتجرعون ما هو أمرّ من العلقم، وأعظم من سُمّ الأرقم، حتى ذهب أكثرهم قتلاً؛ لكرامتهم على الله تعالى.

[تسمية بعض قتلى أهل البيت]:

  كأمير المؤمنين عليه صلوات رب العالمين قتله الخوارج⁣(⁣٤)، وقتل معاوية - [لعنه الله]⁣(⁣٥) - الحسن بن علي قتله بالسم⁣(⁣٦) دسه إلى امرأته⁣(⁣٧) بنت


(١) في نسخة (أ): وأعلمكم.

(٢) نثر الدر في المحاضرات ج ٦ ص ٢٥٠.

(٣) من نسخة (أ).

(٤) سنة ٤٠ هـ.

(٥) من نسخة (أ).

(٦) سنة ٥٠ هـ.

(٧) حاشية: قيل اسمها: فاطمة، وقيل جعدة.