مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[بحث في أدلة التوسل من رواية القوم]

صفحة 121 - الجزء 1

  أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ، وَمِنْ طَرِيقِ الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ [ابنِ الْجَوْزِيِّ]، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ - الطَّبَرَانِيُّ -، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِين، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْفِهْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «لَمَّا أَصَابَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا رَبِّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ إِلَّا غَفَرْتَ لِي، فَأَوْحَى إِلَيهِ: وَمَا مُحَمَّدٌ؟ وَمَنْ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّكَ لَمَّا أَتْمَمْتَ خَلْقِي رَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى عَرْشِكَ فِإِذَا عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ أَكْرَمُ خَلْقِكَ عَلَيْكَ؛ إِذْ قَرَنْتَ اسْمَهُ مَعَ اسْمِكَ، قَالَ: نَعَمْ قَدْ غَفَرْتُ لَكَ» ...» إلخ.

  قُلْتُ: وَهَذَا الْخَبَرُ مَرْوِيٌّ فِي كُتُبِ أَئِمَّتِنَا⁣(⁣١).

  وَفِي هَذَا رَدٌّ صَرِيحٌ مُفْحِمٌ لِمَنْ يَزْعُمُ أَنَّ مَعْنَى مَا وَرَدَ مِنَ التَّوَسُّلِ: هُوَ التَّوَسُّلُ بِدُعَائِهِ.

  وَهْوَ وَإِنْ كَانَ مِنَ التَّأْوِيلِ البَاطِلِ فَقَدْ يُمْكِنُ التَّلْبِيسُ بِهِ عَلَى مَنْ لَا قَدَمَ لَهُ رَاسِخٌ، أَمَّا هَذَا فَلَا يُتَصَوَّرُ فِيهِ بِحَالٍ؛ إِذْ هُوَ قَبْلَ وُجُودِهِ، وَهْوَ أَبْلَغُ مِنَ التَّوَسُّلِ بِالْمَوْتَى مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ وَنَحْوِهِمْ؛ إِذْ قَدْ وُجِدُوا.


(١) انظر منها: (ينابيع النصيحة) للأمير الحسين # (ص/٤٥٨)، ط: (بدر)، و (شرح الأساس الصغير) المسمى (عدة الأكياس) للسيد الإمام أحمد بن محمد بن صلاح الشَّرفي $ (٢/ ٣٧٠)، ومحمد بن سليمان الكوفي ¦ في (المناقب) (١/ ٥٤٧)، والشهيد حُمَيد ¦ في (الحدائق الوردية) (١/ ١٤)، وغيرهم. وقد ذكر كثيرًا من تلك الروايات الإمام الكبير الناصر لدين الله تعالى: الحسنُ بن علي بن داود بن الحسن بن الإمام الهادي علي بن المؤيد $ في كتابه (أسنى العقائد) (مخ). والحاكم الجشمي في (تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين) (ص/٣٦) عن الإمام أبي طالب # بإسناده عن ابن عباس قصة استشفاع آدم # بأهل الكساء À وآلهم في الكلام على قوله تعالى: {فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ٣٧}⁣[البقرة].