وقد حَرَّرَ الرَّدَّ عليه في هذا الموضع بعضُ العلماء المعاصرين من أَعلام الشيعة، وكِرَام حُفَّاظِ الشريعة⁣^(⁣١) كثر اللَّه فوائدَهم، ويَسَّرَ صِلاتهم وعوائدَهم، فقد كفونا المؤونة في هذا المقام، فنكتفي بإيراده، ففيه كفاية وافية لذوي الأفهام، وهو ما لفظه:

  وصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ عَلَى سَيِّدنا محمدٍ وعَلَى آله الطيبين الطاهرين، وبعد.

  فإنَّه لَمَّا وَقَفْنَا عَلَى مَا تَقَوَّلَ به القاضي أحمدُ بن عبد اللَّهِ الْجِنْدَارِي عَلَى قُدماء الآلِ الكرام، وساداتِ الأنام، في (الجزء الثاني) من (شرح غاية السؤل) في (الصافح الأيسر) (رمز ٤٢٩)، (الطبعة الثانية)، (سنة ١٤٠١ هـ)، [ط]: (المكتبة الإسلامية)، عَنَّ لَنَا أنْ نُجِيبَ عليه بما لدينا من البيان دَفْعًا لِمَا غَرَّرَ به ودَلَّس على أَغْمَار العصر.

  وذلك لِمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى العلماء من نسق الْحُجَّة، وإيضاح الْمَحَجَّة {وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ}⁣[آل عمران: ١٨٧] الآيَةَ، و «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا ...» الخبرَ⁣^(⁣٢).

  قال: «إنَّ قدماء الآل $ يقولون: إنَّ قوله تعالى: {وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ}⁣[النساء: ٤٨/ ١١٦] مخصِّصة لآيات الوعيد».

(١) هما القاضي العلامة المحقق عبدالله بن إسماعيل الحشحوش، والقاضي العلامة الولي محمد بن يحيى مرغم، وقد ترجَّيا ألا أذكرهما في حياتهما، وقد زال الموجِب. تمت من المؤلف (ع).

(٢) حديث «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» بألفاظه وأطرافه: رواه الإمام المرشد بالله # في (الأمالي الخميسية) (١/ ٥١)، وأبو يعلى في (المسند) برقم (٢٥٨٥)، والطبراني في (الكبير) (١٠٨٤٥) عن ابن عباس. والإمام المرشد بالله # (١/ ٥٤)، وأحمد بن حنبل في (المسند) بروايات كثيرة، منها رقم (٧٥٧١) و (١٠٥٩٧)، وابن ماجه في (السنن) برقم (٢٦٦)، وابنُ حبان في (الصحيح) برقم (٩٥) وغيرهم عن أبي هريرة. والإمام المرشد بالله # (١/ ٥٧) عن ابن مسعود. والإمام أبو طالب # في (الأمالي) (ص/٢٠٥)، وابنُ ماجه في (السنن) برقم (٢٦٥) عن أبي سعيد الخدري. وابن حبان برقم (٩٦)، والحاكم في (المستدرك) برقم (٣٤٦)، وصححه هو والذهبي، عن عبد الله بن عَمْرو. وابن ماجه في (السنن) برقم (٢٦٤) عن أنس بن مالك.