الجواب التام في تحقيق مسألة الإمام
  ونحو: خَبَر التجديد، والضَّارِبِ بِسَيْفِهِ أَمَامَ ذريتي، وغير ذلك جم غفير، وجمع كثير، والوامض اليسير يدل على النَّوِّ المطير.
  وقد خَرَّجْنَا هذه الأخبارَ في (لوامع الأنوار).
  ثانياً: إجماعُهُم الْمُحَقَّقُ المعلومُ مِن الصَّدْرِ الأَوَّلِ ومَنْ بَعْدَهُ عَلَى حَصْرِهَا فيهم.
  ويكفي احتجاجاتُ الوصيِّ والحسنينِ À عَلَى قَصْرِهَا فيهم، نحو قوله: (احْتَجُّوا بِالشَّجَرَةِ، وَأَضَاعُوا الثَّمَرَةَ)(١).
  وقوله ~: (في هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ لا تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ، وَلا تَصْلُحُ الوُلاةُ مِنْ غَيْرِهِمْ)(٢)، وهو مع الحقِّ والقرآنِ، والحقُّ والقرآنُ معه.
  وقول ولدِهِ الحسنِ السبطِ المعصومِ المطَهَّرِ عن الرجس: «فَلَمَّا تُوفِّيَ ÷ تَنَازَعَت سُلْطَانَهُ العَرَبُ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: نَحْن قَبِيلَتُهُ وَأُسْرَتُهُ وَأَوْلِيَاؤُهُ». إلى قوله:
  «فَرَأَتِ العَرَبُ أَنَّ القَوْلَ كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ، وَأَنَّ الْحُجَّةَ فِي ذَلِكَ عَلَى مَنْ نَازَعَهَا أَمْرَ مُحَمَّدٍ ÷، فَأَنْعَمَتْ لَهُمْ العَرَبُ، وَسَلَّمَت ذَلِكَ، ثُمَّ حَاجَجْنَا نَحْنُ قُرَيْشًا بِمِثْلِ مَا بِهِ حَاجَجَتِ الْعَرَبَ فَلَمْ تُنْصِفْنَا قُرَيْشٌ إِنْصَافَ الْعَربِ لَهَا ...»، إلخ كلامِهِ ~.
  وذلك معلومٌ من صَرَايحِ أقوالِهِم وأفعالِهِم الدَّالةِ عَلَى اعتقادِهِم انحصارَهَا فيهم أولهم وآخرهم.
  وللَّهِ الإمامُ المنصورُ بالله عبدُ اللَّهِ بْنُ حمزةَ بنِ رسولِ اللَّهِ ÷ حيث يقول:
(١) انظر: (شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد (٦/ ٤).
(٢) شرح نهج البلاغة (٩/ ٨٤).