مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

في تعداد مؤلفاته #

صفحة 26 - الجزء 1

  الَّذِي فِيهِ ذِكْرُ الْآلِ؛ لِأَنَّهُ قَالَ السَّائِلُ: «كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْك» فَأَجَابَهُ بِالْكَيْفِيَّةِ، أَنَّهَا الصَّلَاةُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، فَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِالْآلِ فَمَا صَلَّى عَلَيْهِ بِالْكَيْفِيَّةِ الَّتِي أُمِرَ بِهَا، فَلَا يَكُونُ مُمْتَثِلًا لِلْأَمْرِ، فَلَا يَكُونُ مُصَلِّيًا عَلَيْهِ ÷؛ وَكَذَلِكَ بَقِيَّةُ الْحَدِيثِ مِنْ قَوْلِهِ: «كَمَا صَلَّيْتَ إلَى آخِرِهِ» يَجِبُ إذْ هُوَ مِنْ الْكَيْفِيَّةِ الْمَأْمُورِ بِهَا.

  وَمَنْ فَرَّقَ بَيْنَ أَلْفَاظِ هَذِهِ الْكَيْفِيَّةِ بِإِيجَابِ بَعْضِهَا وَنَدْبِ بَعْضِهَا فَلَا دَلِيلَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ».

  إلى أن قال: «وَمِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّ حَذْفَ لَفْظِ الْآلِ مِنْ الصَّلَاةِ كَمَا يَقَعُ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ لَيْسَ عَلَى مَا يَنْبَغِي، وَكُنْت سُئِلْتُ عَنْهُ قَدِيمًا، فَأَجَبْتُ أَنَّهُ قَدْ صَحَّ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ بِلَا رَيب: كَيْفِيَّةُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ÷ وَهُمْ رُوَاتُهَا⁣(⁣١)، وَكَأَنَّهُمْ حَذَفُوهَا خَطَأً تَقِيَّةً؛ لَمَّا كَانَ فِي الدَّوْلَةِ الْأُمَوِيَّةِ مَنْ يَكْرَهُ ذِكْرَهُمْ، ثُمَّ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ عَمَلُ النَّاسِ مُتَابَعَةً مِنْ الْآخِرِ لِلْأَوَّلِ، فَلَا وَجْهَ لَهُ، وَبَسَطْتُ هَذَا الْجَوَابَ فِي حَوَاشِي شَرْحِ الْعُمْدَةِ بَسْطًا شَافِيًا» انتهى.

  ونحو هذا انظر في (جمع الشتيت) لابن الأمير (ص/٢١) (ط/٣): ط (دار الإيمان - المدينة المنورة).

  - قد بذلتُ الجهد وتحريتُ - شهد الله - الصحة والدقة، إلَّا أنَّ السهو والخطأ والذهول والنسيان من صفات البشر، فمن علم شيئًا من ذلك فأصلحه فأجره على الله، فإنِّي معترفٌ بقصر الباع، وقلّة المتاع.

  - قمتُ - في أكثر الموارد - بتتبع أكثر إحالات المؤلِّف #؛ تسهيلًا للباحثين، وتقريبًا للمحققين.

  قسم التحقيق

  مكتبة أهل البيت $


(١) والعجب أنَّ أهل هاتين الطبعتين (لسبل السَّلام) مع هذا الكلام المتين من ابن الأمير واستدلالاته الواضحة على وجوب ذكر الآل في الصلاة إلَّا أنَّهم مصرون على حذف الآل $.