[ليس بين الزيدية خلاف في الأصول الدينية]
  مَنْ تَلْقَ مِنْهُمْ تَقُلْ لاقَيْتُ سَيِّدَهُمْ ... مِثْلُ النُّجُومِ الَّتِي يَسْرِي بِهَا السَّارِي(١)
  فَمَهْمَا كَانَ الْمُتَابِعُ مُقْتَدِيًا بِآثَارِهِم، مُهْتَدِيًا بِأَنْوَارِهِم، فَقَد اعْتَصَمَ بِالحَبْلِ الأَقْوَى، وَاسْتَمْسَكَ بِالْعرْوَةِ الوُثْقَى لآيَاتِ التَّطْهِيرِ وَالْمَوَدَّةِ وَالوَلَايَةِ، وَخَبَرِ الثَّقَلَيْنِ الْمُجْمَعِ عَلَى صِحَتِّهِ، - وَمِنْ أَلْفَاظِهِ مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ(٢): «أَلا وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ»؛ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْل بَيْتِي، أُذَكِّرُكُم اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُم اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُم اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» ثَلَاثًا، وَأَخْرَجَهُ سَائِرُ الْمُحَدِّثِينَ بِأَلْفَاظِهِ وَسِيَاقَاتِهِ -، وَأَخْبَارِ(٣) السَّفِينَةِ وَالنُّجُومِ، وَمَا لَا يُحَاطُ بِهِ كَثْرَةً كِتَابًا وَسُنَّةً، كَمَا قَالَ السَّيِّدُ الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الوَزِيرُ(٤):
  وَالْقَومُ وَالقُرآنُ فَاعْرِفْ قَدْرَهُمْ ... ثَقَلانِ لِلثَّقَلَيْنِ نَصُّ مُحَمَّدِ
  وَلَهُمْ فَضَائِلُ لَسْتُ أُحْصِي عَدَّهَا ... مَنْ رَامَ عَدَّ الشُّهْبِ لَمْ تَتَعَدَّد
(١) من قصيدة ذكرها أبو علي القالي في (أماليه) (١/ ٢٣٩)، ط: (دار الكتب العلمية)، قال:
«وأنشدنا أبو بكر، قال أنشدنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة للعَرَنْدَس أَحَدِ بني بكر بن كلاب يمدح بني عَمرو الغَنَوِيِّين. قال: وكان الأصمعيّ يقول: هذا المحال، كلابيّ يمدح غَنَوِيًّا!:
هَينونَ لَينونَ أَيْسَارٌ ذَوو كَرَمٍ ... سُوَّاسُ مَكْرُمَةٍ أَبْنَاءُ أَيسَارِ
إِنْ يُسْأَلُوا الخَيْرَ يُعْطُوهُ وَإِنْ خُبِروا ... في الجَهْد أُدْرك منهم طِيْب أَخْبَار
وذكره أبو هلال العسكري في كتاب (ديوان المعاني) (١/ ١٢٦ - ١٢٧)، وأعاد ذكرها أيضًا في (١/ ١٥٦)، وقال: «وهي على الحقيقة أمدحُ أبياتٍ قيلت».
(٢) صحيح مسلم (٤/ ١٤٩٢)، رقم (٢٤٠٨)، ط: (دار ابن حزم).
(٣) عطف على قوله: وخبر الثقلين.
(٤) انظر هذه القصيدة في (عيون المختار من فنون الأشعار والآثار) لمولانا الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # (ص/١١٥)، وفي مقدمة التحقيق من (العواصم والقواصم) (١/ ٣٢).