[انتساب الزيدية إلى الإمام الأعظم زيد بن علي @ مجمع عليه]

  هَذَا، وَنسْبَةُ هَذِهِ الطَّائِفَةِ الزَّكِيَّةِ إِلَى الإِمَامِ الأَعْظَمِ زَيْدِ بْنِ عَليٍّ @ مُجْمَعٌ عَلَيْهَا بَيْنَ الأُمَّةِ، كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ النَّوَوِيُّ فِي (شَرْحِ مُسْلِمٍ)⁣^(⁣١)، وَابْنُ الأَثِيرِ فِي (الكامل)⁣^(⁣٢)، وَالشّهْرِسْتَانِيُّ فِي (الْمِلَلِ والنِّحَل)⁣^(⁣٣)، وَصَاحِبُ (القاموس)⁣^(⁣٤)، وَغَيْرُهُم⁣^(⁣٥).

  قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي (الأَوَّلِ) مِنْ (مِنْهَاجِهِ) (صفحة - ٢١) مَا لَفْظُهُ:

  «لَفْظُ الرَّافِضَةِ إِنَّمَا ظَهَرَ لَمَّا رَفَضُوا زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ. إِلَى قَوْلِهِ: وَكَانَ مِنْ أَفَاضِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ، وَعُلَمَائِهِمْ.

  قَالَ: «وَسَمَّى⁣^(⁣٦) مَنْ لَمْ يَرْفُضْهُ مِنَ الشِّيعَةِ زَيْدِيًّا؛ لانْتِسَابِهِمْ إِلَيْهِ، وَلَمَّا صُلِبَ كَانَتِ الْعُبَّادُ تَأْتِي إِلَى خَشَبَتِهِ بِاللَّيْلِ فَيَتَعَبَّدُونَ عِنْدَهَا ...» إلى آخِرِهِ، تَأَمَّلْ هَذَا.

  وَقَالَ فِي (الجزءِ الثَّانِي) (صفحة - ٦٧): «وَتَولَّاهُ قَوْمٌ فَسُمُّوا زَيْدِيَّةً؛ لِانْتِسَابِهِمْ إِلَيْهِ»، ثُمَّ وَصَفَهُم بالعِلْمِ والصِّدْقِ والشَّجَاعَةِ. إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.

  قُلْتُ: وَهَذِهِ النّسْبَةُ لَيْسَتْ كَسَائِرِ النِّسَبِ الْمَذْهَبِيَّةِ، الَّتِي مَفَادُهَا التَّقْلِيدُ وَالْمُتَابَعَةُ فِي الْمَسَائِلِ الفَرْعِيَّةِ، كَأَهْلِ الْمَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ، وَغَيْرِهِمْ، وَإِنَّمَا هِيَ لِلاتِّفَاقِ فِي مَسَائِلِ الأُصُولِ، الَّتي لَا يَجُوزُ التَّقْلِيدُ فِيهَا، وَلَا الْخِلَافُ، كَمَا سَبَقَ.

  وَمَنْ لَمْ يُحَقِّقْ هَذَا خَبَطَ خَبْطَ عَشْوَاء، كَمَا وَقَعَ مِنْ فَقِيهِ الْخَارِقَةِ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ

(١) (شرح مسلم) للنووي (١/ ٩٣)، ط: (دار الكتب العلمية)، وفيه: «قَالَ الْأَصْمَعِيُّ وَغَيْرُهُ: سُمُّوا رَافِضَةً؛ لِأَنَّهُمْ رَفَضُوا زَيْدَ بْن عَلِيٍّ فَتَرَكُوهُ».

(٢) (٤/ ٤٥٢)، ط: (دار الكتب العلمية)، و (٤/ ٢٦٦) ط: (دار الكتاب العربي).

(٣) (الْمِلَل والنِّحَل) للشهرستاني (١/ ١٥٣)، ط: (دار الكتب العلمية).

(٤) (القاموس المحيط) للفيروزآبادي (ط ٥/ص ٨٣٠)، ط: (مؤسسة الرسالة).

(٥) البحث في هذا مستوفى في لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # ج ١/ ٢٧٦/ط ٢، ج ١/ ٤٣٣/ط ٣. وانظر كتاب التحف شرح الزلف له (ع) ١٠٥/ط ٤ وما بعدها.

(٦) أي الإمام، فهو مبني للفاعل، تمت من المؤلف (ع).