الجوابات المهمة من مسائل الأئمة
  ذَلِكَ عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ #، وَلَا غَيْرُهُ مِمَّنْ بَلَغَهُ، وَإِنَّمَا اعْتَذَرَ بِمَا هُوَ مَأْثُورٌ.
  وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي السُّؤَالِ: وَهَلْ يُعْتَبَرُ مَوْقِفُ الخَلِيفَةِ عُمَرَ شُورَى فِي حَصْرِ الرَّأْيِ عَلَى سِتَّةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لاخْتِيَارِ خَلِيفَةٍ مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُوجَدُ فِي صَحَابَةِ الرَّسُولِ العَظِيمِ ÷ مَنْ يُعْتَبَرُ أَفْضَلَ مِنْ بَعْضِ السِّتَّةِ؟
  الجواب: أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ رَأَىهُ عُمَرُ، لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ دَلِيلٌ.
  وَمَا ادَّعَوهُ مِنَ الإِجْمَاعِ عَلَيْهِ لَا حَقِيقَةَ لَهُ.
  كَيْفَ وَأَهْلُ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ÷ كُلُّهُم وَمَنْ تَبِعَهُمْ مُخَالِفُونَ فِيهِ.
  وَإِنَّمَا دَخَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَعَهُمْ؛ لأَنَّ لَهُ أَنْ يَتَوَصَّلَ إِلَى حَقِّهِ بِأَيِّ وَسِيلَةٍ، وَلأَنَّهُ أَرَادَ النَّقْضَ لِدَعْوَى عُمَرَ أَنَّ النُّبُوَّةَ وَالخِلَافَةَ لَا تَجْتَمِعُ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ.
  وَقَدْ بَيَّنَ إِنْكَارَهُ لِلْشُّورَى هَذِهِ حَيْثُ قَالَ: (فَيَا لَلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ)، فِي أَقْوَالٍ كَثِيرَةٍ، مَأْثُورَةٍ عَنْهُ.
  *******
  السؤال العاشر: وَهَلْ تَنْعَقِدُ البَيْعَةُ بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ، وَلَا يَجُوزُ نَقْضُهَا؟
  وَكَيْفَ بِالقَوْلِ: لَا بَيْعَةَ لِمُكْرَهٍ؟ وَكَيْفَ بِمَنْ بَايَعَ مُكْرَهًا ثُمَّ خَرَجَ عَلَى البَيْعَةِ، هَلْ يَكُونُ بَاغِيًا؟ وَمَا حُكْمُهُ؟
  وَلِمَاذَا تَمَلَّصَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ @ مِنَ البَيْعَةِ لِيَزِيدَ بِالْمَدِينَةِ؟ هَلْ لِأَنَّهُ لَوْ بَايَعَ - لَمَّا طُلِبَ مِنْه - أَنَّ بَيْعَتَهُ كَانَتْ سَتَنْعَقِدُ لِيَزِيدَ؟
  الْجَوَابُ: أَنَّهَا لَا تَنْعَقِدُ البَيْعَةُ بِذَلِكَ، وَقَدْ رُفِعَ عَنِ الأُمَّةِ الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ، كَذَا فِي الْخَبَرِ النَّبَوِيِّ وَمَا فِي مَعْنَاهُ، وَقَدْ أَيَّدَهُ القُرْآنُ الكَرِيمُ: {إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ}[النحل: ١٠٦].