مع ابن تيمية
  هَكَذَا يُصَرِّحُ بِهِ لِسَانُ مَقالِهِم، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ.
  *******
  قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي ذَلِكَ الصَّفْحِ: «فَأَصْلُ بِدْعَتِهِمْ - أي الشيعة - مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَذِب».
  قُلْتُ: لِرِوَايَتِهِمْ فَضَائِلَ أَهْلِ البَيْتِ $.
  قَالَ: «وَتَكْذِيبِ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ».
  قُلْتُ: أَيْ الَّتي وُضِعَتْ لِمُعَاوِيَةَ وَأَضْرَابِهِ، وَرِوَايَاتُ الْحَشَوِيَّةِ لِلْتَّشْبِيهِ وَالْجَبْرِ وَنَحْوِهَا.
  قَالَ: «وَلِهَذَا لَا يُوجَدُ فِي فِرَقِ الأُمَّةِ مِنَ الْكَذِبِ أَكْثَرُ مِمَّا يُوجَدُ فِيهِم».
  قُلْتُ: لِكَثْرَةِ مَا رَوَوهُ فِي تَنْزِيهِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَفَضَائِلِ أَهْلِ البَيْتِ $.
  وَقَالَ فِي (صفح/٣٢): «وَالشِّيعَةُ لَا يَكَادُ يُوثَقُ بِرِوَايَةِ أَحَدٍ مِنْهُمْ مِنْ شُيُوخِهِم».
  قُلْتُ: لِأَنَّ الرَّسُولَ ÷ قَدْ شَهِدَ لَهُمْ بِالإِيمَانِ - أَعْنِي الشِّيعَةَ الْمُخْلِصِينَ - بِقَوْلِهِ ÷ فِي عَلِيٍّ #: «لَا يُحِبُّهُ إلَّا مُؤمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُ إلَّا مُنَافِقٌ»، أَخْرَجَهُ أَهْلُ الصِّحَاحِ وَغَيْرُهُم(١).
  فَلَا يُوثَقُ بِرِوَايَةِ أَحَدٍ مِنْهُم فِي حُكْمِ الشَّيْخِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ وَأَضْرَابِهِ مِنْ أَهْلِ حَرَّان وَأَتْبَاعِهِم، فَاعْتَبِرْ إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يُبْصِرُ.
  قَالَ فِي ذَلِكَ الصفح [٣٢]: «وَلِهَذَا أَعْرَضَ عَنْهُمْ أَهْلُ الصَّحِيحِ، فَلَا يَرْوِي الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ أَحَادِيثَ عَلِيٍّ إلَّا عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، كَأَوْلَادِهِ مِثْلِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَمِثْلِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَكَاتِبِهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ» إلخ.
  قُلْتُ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الْقَدْحَ فِيهِم خَشْيَةَ الْفَضِيحَةِ بَيْنَ الأُمَّةِ،
(١) قد استوفى تخريجه الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في كتابه لوامع الأنوار الفصل التاسع (ط ١/ ٢/٥٦٠)، (ط ٢/ ٢/٦٢٣)، (ط ٣/ ٢/٧٥٠).