مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

مع ابن تيمية

صفحة 339 - الجزء 1

  وَلَكِنْ قَدْ قَدَحُوا فِي جَمِيعِ أَصْحَابِهِمْ وَالرُّوَاةِ عَنْهُم إِلَّا مَنْ رَوَى مَا يُوَافِقُ هَوَاهُمْ.

  وَبِذَلِكَ سَدُّوا البَابَ عَنِ الأَخْذِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَنْ أَوْلَادِهِ، إِلَّا رِوَايَةَ أَخْبَارٍ يَسِيرَةٍ لَا تُعَارِضُ مَذَاهِبَهُم.

  وَلِهَذَا لَمْ يَرْووا عَنِ الإِمَامِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَلَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْكَامِلِ، وَلَا عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَلَا عَن الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ، وَلَا عَنْ إِخْوَتِهِ الأَئِمَّةِ.

  بَلْ قَدْ قَدَحُوا فِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: «مُجَالِدٌ أَحَبُّ إِليَّ مِنْهُ»⁣(⁣١)، وَالْقَطَّانُ شَيْخُ مَشَائِخِ البُخَارِي.

  وَقَدَحُوا فِي الإِمَامِ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ البُخَارِيُّ: «لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ»⁣(⁣٢).

  وَذَلِكَ لَمَّا أَمْكَنَتْهُم الْفُرْصَةُ بِمُسَاعَدَةِ الدَّوْلَةِ لَهُم، وَلَمْ يَرْووا عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَضْرَابِهِمْ، وَلَمْ يَتْرُكُوا جُهْدًا فِي إِطْفَاءِ نُورِهِم، وَإِخْفَاءِ ذِكْرِهِم، وَمَحْوِ أَثَرِهِم.

  هَكَذَا يَنْطِقُ لِسَانُ حَالهِم، وَيَأبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ⁣(⁣٣).

  *******

  وَقَالَ فِي ذَلِكَ الصَّفْحِ: «وَقَامَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْفِتْنَةِ وَالظُّلْمِ فَقَتَلُوا عُثْمَانَ، فَتَفَرَّقَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ، وَلَمَّا اقْتَتَلَ الْمُسْلِمُونَ بِصِفِّين، وَاتَّفَقُوا عَلَى تَحْكِيمِ حَكَمَيْنِ خَرَجَتِ الْخَوَارِجُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَفَارَقُوهُ ...» إلخ.


(١) انظر (تهذيب الكمال) للحافظ المزي (١/ ٤٧٠)، و (الميزان) للذهبي (١/ ٤١٤)، و (سير أعلام النبلاء) للذهبي (٦/ ٤٣٩) ط: (دار الفكر)، و (تهذيب التهذيب) لابن حجر (٢/ ٩٣).

والبحث مستوفى في لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # ج ١/ ٢٣٣/ط ٢، ج ١/ ٣٤٢/ط ٣.

(٢) انظر: (ميزان الاعتدال) للذهبي (٣/ ٥٩١). ط: (دار الفكر).

(٣) البحث في هذا مستوفى في (ديباجة لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي #.