مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(كلام لابن تيمية في مقتل الحسين السبط #)

صفحة 371 - الجزء 1

  كِنَانَةَ مِنْ بَنِي إسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ».

  وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ⁣(⁣١) عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: «أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي».

  وَفِي السُّنَنِ⁣(⁣٢): أَنَّهُ شَكَا إلَيْهِ الْعَبَّاسُ أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ يُحَقِّرُونَهُمْ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي».

  وَإِذَا كَانُوا أَفْضَلَ الْخَلْقِ فَلَا رَيْبَ أَنَّ أَعْمَالَهُمْ أَفْضَلُ الأَعْمَالِ، وَكَانَ أَفْضَلُهُمْ رَسُولَ اللَّهِ ÷ الَّذِي لَا عَدْلَ لَهُ مِنْ الْبَشَرِ، فَفَاضِلُهُمْ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ فَاضِلٍ مِنْ سَائِرِ قَبَائِلِ قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ، بَلْ وَمِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَغَيْرِهِمْ، ثُمَّ عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ وَجَعْفَرٌ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ هُمْ مِنَ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَهُمْ أَفْضَلُ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ سَائِرِ الْقَبَائِلِ.

  وَلِهَذَا لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أَمَرَهُمُ النَّبِيُّ ÷ بِالْمُبَارَزَةِ لَمَّا بَرَزَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ÷: «قُمْ يَا حَمْزَةُ، قُمْ يَا عُبَيْدَةُ، قُمْ يَا عَلِيّ»، فَبَرَزَ إلَى الثَّلَاثَةِ ثَلَاثَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي


= مسلم، كما ذكره محققوا هذه الطبعة، ومسلم برقم (٥٩٣٨)، ط: (المكتبة العصرية)، والترمذيُّ برقم (٣٦١٤)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»، ومن طريق أخرى برقم (٣٦١٥)، وقال: «حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ»، وغيرهم.

(١) (صحيح مسلم) (٤/ ١٤٩٢)، رقم (٢٤٠٨)، ط: (ابن حزم).

(٢) انظر لوامع الأنوار - الفصل العاشر للإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي # (ط ١/ ٢/٦٢٢) (ط ٢/ ٢/٦٨٧) (ط ٣/ ٢/٨٤٩).

وقال الشيخ ابن تيمية أيضًا كما في (مجموع الفتاوى) (٢٨/ ٢٦٩): «وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ ÷ مِنْ وُجُوهٍ حِسَانٍ أَنَّهُ قَالَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ: «وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُحِبُّوكُمْ مِنْ أَجْلِي»، وَقَدْ أَمَرَنَا اللَّهُ بِالصَّلَاةِ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَطَهَّرَهُمْ مِنْ الصَّدَقَةِ - الَّتِي هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ - وَجَعَلَ لَهُمْ حَقًّا فِي الْخُمُسِ وَالْفَيْءِ، وَقَالَ ÷ فِيمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ: «إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى بَنِي إسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ بَنِي إسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَة، وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَأَنَا خَيْرُكُمْ نَفْسًا، وَخَيْرَكُمْ نَسَبًا»».