مع ابن تيمية
  الصَّحِيحِ(١) أَنَّ فِيهِمْ نَزَلَ قَوْلُهُ: {۞هَٰذَانِ خَصۡمَانِ ٱخۡتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمۡۖ} الآيَةَ [الحج: ١٩]، وَإِنْ كَانَ فِي الآيَةِ عُمُومٌ.
  وَلَمَّا كَانَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ - سَيّدا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ - كَانَا قَدْ وُلِدَا بَعْدَ الْهِجْرَةِ فِي عِزِّ الْإِسْلَامِ، وَلَمْ يَنَلْهُمَا مِنَ الأَذَى وَالْبَلَاءِ مَا نَالَ سَلَفُهُمَا الطَّيِّبُ، فَأَكْرَمَهُمَا اللَّهُ بِمَا أَكْرَمَهُمَا بِهِ مِنَ الابْتِلَاءِ؛ لِيَرْفَعَ دَرَجَاتِهِمَا، وَذَلِكَ مِنْ كَرَامَتِهِمَا عَلَيْهِ، لَا مِنْ هَوَانِهِمَا عِنْدَهُ، كَمَا أَكْرَمَ حَمْزَةَ وَعَلِيًّا وَجَعْفَرًا وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَغَيْرَهُمْ بِالشَّهَادَةِ.
  إِلَى قَوْلِهِ: وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ مُصِيبَتَهُ تُذْكَرُ عَلَى طُولِ الزَّمَانِ.
  إِلَى قَوْلِهِ [ص/٤٧٥](٢): وَطَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ يَلْعَنُونَ الْمُعَيَّنَ كَيَزِيدَ.
  إِلَى قَوْلِهِ [ص/٤٧٨](٣): وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: قَدْ أَتَى أُمُورًا مُنْكَرَةً، مِنْهَا: وَقْعَةُ الْحَرَّةِ. إِلَى قَوْلِهِ: وَلِهَذَا قِيلَ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ: أَتَكْتُبُ الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ؟ فَقَالَ: لَا وَلَا كَرَامَةَ، أَوَ لَيْسَ هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِأَهْلِ الْحَرَّةِ مَا فَعَلَ.
  وَقِيلَ لَهُ: أَمَا تُحِبُّ يَزِيدَ؟ فَقَالَ: وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ؟ فَقِيلَ: فَلِمَاذَا لَا تَلْعَنُهُ؟ فَقَالَ: وَمَتَى رَأَيْتَ أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا.
  إِلَى أَنْ قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي ذِكْرِ يَزِيدَ لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى [ص/٤٨٠](٤):
  لَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ مَا انْتَقَمَ مِنْ قَاتِلِيهِ، وَلَا عَاقَبَهُمْ عَلَى مَا فَعَلُوا؛ إذْ كَانُوا قَتَلُوهُ لِحِفْظِ مُلْكِهِ الَّذِي كَانَ يَخَافُ عَلَيْهِ مِنَ الْحُسَيْنِ وَأَهْلِ الْبَيْتِ ¤»، إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ، وَهْوَ كَلَامٌ نَفِيسٌ. وَفِيهِ رَدٌّ وَاضِحٌ عَلَى الْمُخَالِفِينَ الْمُدَّعِينَ لِمُتَابَعَةِ الشَّيْخِ الْمَذْكُور، وَإِلى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُور.
(١) رواه البخاريُّ برقم (٣٩٦٨)، ط: (المكتبة العصرية). وقد تقدّم في (الجوابات المهمة) من (القسم الأول) من (مجمع الفوائد).
(٢) من الطبعة الأولى القديمة (سنة ١٣٨٣ هـ)، وفي ط: (دار الوفا) (٢٧/ ٢٥٠).
(٣) من الطبعة القديمة، وفي ط: (دار الوفا) (٢٧/ ٢٥١).
(٤) من الطبعة القديمة، وفي ط: (دار الوفا) (٢٧/ ٢٥٣).