[العمل بالقياس]
  مِنَ النَّمِيرِ الزُّلَال، عَصَمَنَا اللَّهُ تَعَالَى وَإِيَّاكَ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنَ الزَّيْغِ وَالضَّلَال.
  وَقَوْلُهُ أَيْضًا: «وَالْكِتَابَةُ وَإِنْ كَانَتْ مِمَّا يَرْجِعُ إِلَى بِدْعَةِ التَّأصِيلِ».
  قُلْتُ: يُقَالُ:
  فَمَالَكَ يَا هُمَامُ دَخَلْتَ فِيهِ ... كَأَنَّ دُخُولَكُمْ مِنْ غَيْرِ نِيَّةْ(١)
  وَكَذَلِكَ الْجِدَالُ بِالْحَاصِلِ مِنْ ذَلِكَ، وَأَيْضًا الدُّعَاءُ إِلَى تَقْلِيدِ الْمَيِّتِ؛ لِأَنَّكَ تُرِيدُ قَطْعًا أَنْ تُتَّبَعَ وَتُقَلَّدَ فِي أَنْظَارِكَ هَذِهِ، وَإِلاَّ فَلِمَاذَا أَمْلَيْتَهَا؟
  وَلَقَدْ أَعْيَتْ عَلَيْهِ الْمَذَاهِبُ، وَانْسَدَّتِ الْمَسَالِكُ.
  وَالْحَقُّ أَبْلَجُ مَا تُخِيلُ سَبِيلُهُ ... وَالْحَقُّ يَعْرِفُهُ ذَووا الأَلْبَابِ
  وَفِي (صفح - ٤٣) مِنْهُ أَيْضًا (سطر - ١٢)، قَوْلُهُ: «وَلِأَنَّ حُجَّةَ الْكُفَّارِ إِنَّمَا تَنْتَهِضُ لَوْ أَرَدْنَا بِالضَّرُورَةِ: البَدِيهِيَّة.
  وَأَمَّا إِذَا قُلْنَا: إِنَّهَا ضَرُورَةٌ مُتَوَقِّفَةٌ عَلَى شَرْطٍ عَادِيٍّ، هُوَ الإِلْتِفَاتُ إِلَى دَلَالَةِ الأَنْفُسِ وَالآفَاقِ وَالْمُعْجِزَات، كَمَا يَتَوَقَّفُ العِلْمُ التَّوَاتُرِيُّ عَلَى سَمَاعِ أَخْبَارِ التَّوَاتُرِ، فَلَا يَلْزَمُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُم يُؤْتَوْنَ مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِم فِي عَدَمِ تَحْصِيلِ الشَّرْطِ». إلخ.
  قُلْتُ: يُقَالُ: وَبِهَذَا يَبْطُلُ كُلَّمَا زَخْرَفَه، وَيَضْمَحِلُّ جَمِيعُ مَا رَوَّقَهُ وَزَيَّفَه، فَقَدْ عَادَ إِلَى تَسْلِيمِ الاحْتِيَاجِ إِلَى الاسْتِدْلَالِ بِالْعَقْلِ القَوِيم، وَالنَّظَرِ السَّلِيم.
  وَمُلَاوَذَتُهُ(٢): بِأَنَّهُ شَرْطٌ عَادِيٌّ، أَوْ لَيْسَ بِبَدِيهِيٍّ لَا تُجْدِي شَيْئًا؛ إِذْ قَدْ سَلَّمَ الاحْتِيَاجَ إِلَى الاسْتِدْلَالِ.
(١) ذكره ابن أبي الرجال ¦ في (مطلع البدور) (٤/ ٢١٤) ط مكتبة أهل البيت (ع) ضمن قصيدة طويلة للعلامة البليغ محمد بن أحمد الضَّمَدِي ردَّ فيها على بعض الشافعية في مسألة النسيئة.
(٢) قال في (تاج العروس): الْمُلَاوَذَةُ واللِّوَاذُ: الْمُرَاوَغَةُ كاللَّوَاذَانِيَّةِ - مُحَرَّكةً -، وبه فَسَّرَ بعضٌ قولَهُ تَعَالَى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمۡ لِوَاذٗاۚ}، ومثله في كتاب ابن السَّيِّد في الفَرْق؛ فإِنه قال: لَاوَذَ فُلاَنٌ: رَاغَ عنك وحَادَ. الْمُلَاوَذَة واللِّواذُ: الخِلَافُ، وبه فَسَّر الزَّجَّاجُ الآيةَ أَي يُخَالِفون خَلَافًا. قال: ودليل ذلك قوله ø ّ: {فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ}. الْمُلاَوَذَةُ واللِّوَاذُ: أَن يَلُوذَ أَي يَسْتَتر بَعْضُهم بِبَعْضٍ كالتَّلْوَاذِ - بالفتح -.