مع الشوكاني في القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد
  وَأَخْرَجَ أبْو سَعْدٍ، وَالْمُلَّا فِي سِيرَتِهِ(١): أَنَّهُ ÷ قَالَ: «اسْتَوْصُوا بِأَهْلِ بَيْتِي خَيْرًا؛ فَإِنِّي أُخَاصِمُكُمْ عَنْهُمْ غَدًا، وَمَنْ أَكُنْ خَصْمَهُ أَخْصِمُهُ، وَمَنْ أَخْصِمُهُ دَخَلَ النَّارَ».
  وَأَنَّهُ قَالَ: «مَنْ حَفِظَنِي فِي أَهْلِ بَيْتِي فَقَد اتَّخَذَ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا».
  وَأَخْرَجَ الأَوَّلُ(٢): «أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَأَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا، فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا».
  وَالثَّانِي(٣) حَدِيثَ: «فِي كُلِّ خَلَفٍ مِنْ أُمَّتِي عُدُولٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَنْفُونَ عَنْ هَذَا الدِّينِ تَحْرِيفَ الضَّالِّينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، أَلَا وَإِنَّ أَئِمَّتَكُمْ وَفْدُكُم إِلَى اللَّهِ ø، فَانْظُرُوا مَنْ تُوفِدُونَ».
  وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ(٤) خَبَرَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْحِكْمَةَ فِينَا أَهْلَ البَيْتِ».
  وَفِي خَبَرٍ حَسَنٍ: «أَلَا إِنَّ عَيْبَتِي وَكَرْشِي أَهْلُ بَيْتِي وَالأَنْصَارُ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ»»(٥). اهـ.
  وَأَخْبَارُ السَّفِينَةِ وَالنُّجُومِ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُحَاطُ بِهِ كَثْرَةً، أَفَلَا تُثْبِتُ لَهُمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ مَزِيَّةً؟!
  أَوَ لَيْسَ الاتِّبَاعُ لَهُمْ اتِّبَاعًا وَعَمَلًا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ÷؟!
  أَوَ لَيْسَ تِلْكَ الآيَاتُ القُرْآنِيَّةُ، وَالأَخْبَارُ النَّبَوِيَّةُ مِنْ جُمْلَةِ مَا آتَانَا الرَّسُولُ ÷؟!
(١) وانظر: (الذخائر العقبى) للمحب الطبري.
(٢) أي أبو سعد.
(٣) أي الْمُلَّا.
(٤) (فضائل الصحابة) لأحمد بن حنبل (٢/ ٨١٢) رقم (١١١٣).
(٥) روى الترمذي في (السُّنَن) برقم (٣٩٠٤) قال: «حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ÷ قَالَ: «أَلَا إِنَّ عَيْبَتِيَ الَّتِي آوِي إِلَيْهَا أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّ كَرِشِيَ الأَنْصَارُ، فَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ»». قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَفِي البَابِ عَنْ أَنَسٍ».