مع القاضي العلامة الحافظ الحسين بن أحمد السياغي في كتاب الروض النضير
  أَعْلَى مَرَاتِبِ الصِّحَّةِ، وَلَا تَعَارُضَ فِيهِمَا، وَالْجَمْعُ مُمْكِنٌ، وَأَظْهَرُهُ: أَنْ يَكُونا وَاقِعَتَيْنِ، وَيُحْمَلُ عَلَى أَنَّ حُذَيْفَةَ غَفَلَ عَمَّا قَدْ أَخْبَرَهُ فِي الْأُولَى، أَوْ نَحْو ذَلِكَ. واللهُ الْمُوَفِّقُ.
  (١٧) وَقَالَ فِي (الرَّوضِ) (ط ٢، ج ١، ص ٣٨٨، س ٦):
  «وَرَوَى الْبَزَّارُ(١) - بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ: الْجُنُبُ، وَالسَّكْرَانُ، وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ».
  قَالَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #:
  الْخَلُوقُ: - كَرَسُول - ما يُتَخَلَّقُ بِهِ مِنَ الطِّيبِ. قَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ: هُوَ مَائِعٌ أَصْفَر. تَمَّتْ مِنَ (الْمِصْبَاحِ).
  وَالْمُرَادُ بِهِ الزَّعْفَرَانُ، كَمَا جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ(٢). واللهُ أَعْلَم.
  (١٨) وَقَالَ فِي (الرَّوضِ) (ط ٢، ج ١، ص ٤١١، س ٤):
  «وَقَوْلُهُ: «وَيَأْتِي الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلَ النَّاسِ أَعْنَاقًا»، إِلَى قَوْلِ الشَّارِحِ ¦: وَالتَّجَوُّزُ بِـ (أَعَنَاقًا) عَنْ: «أَصْوَاتًا» يُنْظَرُ فِي صِحَّتِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ».
  قَالَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #:
  لَعَلَّه الْمُجَاوَرَةَ؛ لِأَنَّ مَخْرَجَ الصَّوْتِ مِنَ الْعُنُقِ. أَفَادَهُ الْإِمَامُ عِزُّ الدِّينِ # فِي شَرْحِ الْبَحْرِ(٣).
(١) البزار (كشف الأستار) (٣/ ٣٥٥) رقم (٢٩٣٠).
وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) (٥/ ٧٥): «رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا الْعَبَّاسِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهْوَ ثِقَةٌ».
(٢) منها ما رواه البزار في (مسنده) (٤/ ٢٣٨) رقم (١٤٠٢) بإسناده عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: «قَدِمْتُ عَلَى أَهْلِي لَيْلًا مِنْ سَفَرٍ، وَقَدْ تَشَقَّقَتْ يَدَايَ، فَخَلَّقُونِي بِالزَّعْفَرَانِ، فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، وَلَمْ يُرَحِّبْ بِي، وَقَالَ: «اغْسِلْ هَذَا عَنْكَ»، فَذَهَبْتُ فَغَسَلْتُهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَحَّبَ بِي، وَقَالَ: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَحْضُرُ جَنَازَةَ الْكَافِرِ، وَلَا الْمُتَضَمِّخِ بِالزَّعْفَرَانِ»».
(٣) قال ابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث والأثر) (٣/ ٩٦٣) ط: (دار إحياء التراث العربي): =