وَالشَّافِعِيُّ إِلَى أَنَّهُ [أَيْ سُجُودُ السَّهْوِ] سُنَّةٌ فِي الْفَرْضِ وَالنَّفْلِ، وَهْوَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْقَاسِمِ، وَهْوَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ لِمُطْلَقِ الطَّلَبِ، وَزِيَادَةُ الْوُجُوبِ مُفْتَقِرَةٌ إِلَى دَلِيلٍ».

  قَالَ الْإِمَامُ مَجْدُالدِّينِ الْمُؤَيَّدِيُّ #: لَا دَلِيلَ عَلَى أَنَّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى ذَلِكَ؛ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ لِصَارِفٍ صَرَفَ الْأَمَرَ هَذَا عَن الْوُجُوبِ، واللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

  (١٩) وَقَالَ فِي (الرَّوْضِ) (ط ٢، ج ٢، ص ١٨٨، س ٩): «قَالَ فِي (الْمِنْهَاجِ)⁣^(⁣١): وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا عَلَى أَصْلِهِ # [أَيْ الْإِمَام زَيْد #] أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَنَتَ فِي الْوَتْرِ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَلِهَذَا أَجَازَ⁣^(⁣٢) الْقُنُوتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ الْفَجْرُ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَرِدِ عَنْهُ #⁣^(⁣٣) أَنَّهُ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ».

  قَالَ الْإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدُالدِّينِ الْمُؤَيَّدِيُّ #: قَدْ أَخْرَجَ الْمُؤَيَّدُ باللهِ #⁣^(⁣٤) عَنْ عَلِيٍّ #: أَنَّهُ قَنَتَ فِي الْوَتْرِ وَالصُّبْحِ بَعْدَ أَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ.

  وَقَدْ مَرَّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ أَخْرَجَ⁣^(⁣٥) عَنْ عَلِيٍّ # أنَّهُ قَنَتَ فِي الصُّبْحِ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَيَدُلُّ ذَلِكَ مَعَ مَا سَبَقَ مِنْ قُنُوتِهِ قَبْلَ الرُّكُوعِ عَلَى جَوَازِهِ قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ⁣^(⁣٦).

  (٢٠) وَقَالَ فِي (الرَّوْضِ) (ط ٢، ج ٢، ص ٢٤٦، س ١٠):

  «وَوَجْهُ الاِسْتِدْلَالِ بِهِ: أَنَّ أَهْلَ الأُصُولِ ذَكَرُوا أَنَّ هَذِهِ الْمُرَاجَعَةَ بِحَطِّ مَا ذُكِرَ شَيْئًا فَشَيْئًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْخَمْسِ وَقَعَتْ بَعْدَ إِيجَابِ الجَمِيعِ فَكَانَ ذَلِكَ نَسْخًا، وَتَقَصَّوا عَنِ الإِشْكَالِ الوَارِدِ فِي لُزُومِ النَّسْخِ قَبْلَ إِمْكَانِ العَمَلِ بِأَجْوِبَةٍ ذَكَرُوهَا ...» إِلَخ كَلَامِهِ.

  قَالَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: قَالَ الإِمَامُ الأَعْظَمُ

(١) (المنهاج الجلي) للإمام المهدي محمد بن الإمام المطهر بن يحيى $.

(٢) أي الإمام زيد #.

(٣) أي أمير المؤمنين علي #.

(٤) (شرح التجريد) للإمام المؤيد بالله # (١/ ٤١٢) (مسألة في حكم القنوت وموضعه)

(٥) أمالي الإمام أحمد بن عيسى @ (مع رأب الصدع) (١/ ٢٨٢) برقم (٤٠١).

(٦) قد تقدَّم ذكر الأدلة في هذا في (الكلام مع الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد) فارجع إليه.