الْجُمُعَةِ سِتًّا: رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَرْبَعًا، وَقَالَ بِهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ⁣^(⁣١)».

  قَالَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: كَذَا بِالنَّصْبِ فِي الْأَصْلِ، وَفِي النُّسْخَةِ الْخَطِّيَّةِ، فَلَعَلَّهُ عَلَى حَذْفِ يَكُونُ، أَوْ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَنْصِبُ الْجُزْئَيْنِ كَقَوْلِهِ: «إِنَّ حُرَّاسَنَا أُسْدَا».

  وَأَمَّا جَعْلُ الْخَبَرِ «بَعْدَ الْجُمُعَةِ»، وَنَصْبُ «سِتًّا» عَلَى الْحَالِ فَبَعِيدٌ؛ إِذ الْمَعْنَى عَلَى أَنَّهُ الْخَبَر.

  (٢٥) وَقَالَ فِي (الرَّوْضِ) (ط ٢، ج ٢، ص ٣٢٤، س ٣):

  «وَفِي الْجَامِعِ الْكَافِي: قَالَ مُحَمَّدٌ: بَلَغَنَا عَنِ النَّبِيِّ ÷: أَنَّهُ قَامَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ فَوَعَظَ وَذَكَّرَ، وَقَالَ: «إِنَّا نُصَلِّي الظُّهْرَ بِمِنَى فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ الظُّهْرَ بِمِنَى فَلْيَفْعَلْ»، وَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ÷ بِمِنَى، وَلَمْ يَجْمَعْ. اهـ.

  وَمَعْنَاهُ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ الطَّوِيلِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى حَجَّةِ رَسُولِ اللهِ ÷».

  هنا حاشيتان/الأُولى: من قوله: «في يوم الجمعة».

  قَالَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ (ع): يُنْظَرُ فِي هَذَا، فَالصَّحِيحُ أَنَّ الْجُمُعَةَ وَقَعَتْ فِي حَجِّ رَسُولِ اللهِ ÷ بِعَرَفَةَ، فَالْحَجَّةُ ثَابِتَةٌ بِذَلِكَ.

  والحاشية الثانية من قوله: «حديث جابر الطويل المتفق عليه».

  قَالَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: يُنْظَرُ فِي هَذَا، فَهَذِهِ الْعِبَارَةُ

(١) قال المولى العلامة فخر الإسلام عبد الله بن الإمام الهادي القاسمي رضوان الله تعالى وسلامه عليهما في (الجداول): «سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، أَحَدُ الأَعْلَامِ، عَن: الصَّادِقِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيلٍ وَخَلْقٍ. وعنه: شُعْبَةُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَخَلَائِقُ. قَالَ شُعْبَةُ وَيَحْيى بْنُ مَعِينٍ وَجَمَاعَةٌ: سُفْيَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ. قال المولى العلامة: أُجْمِعَ عَلَى جَلَالَتِهِ وَإِتْقَانِهِ مَعَ الْحِفْظِ وَالضَّبْطِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالزُّهْدِ وَالوَرَعِ، أَحَدُ ثِقَاتِ الشِّيْعَةِ، وَعُلَماءِ الزَّيْدِيَّةِ، تُوفِّي سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمِائةٍ، احْتَجَّ بِهِ الْجَمَاعَةُ، وَكُلَّمَا أُطْلِقَ فِي كُتُبِ أَصْحَابِنَا فَهْوَ الْمُرَادُ غَالِبًا».