مع القاضي العلامة الحافظ الحسين بن أحمد السياغي في كتاب الروض النضير
  قَالَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدُالدِّينِ الْمُؤَيَّدِيُّ #: تُحْمَلُ الرُّؤْيَةُ عَلَى الْعِلْمِ الضَّرُورِيِّ، - أَيْ لَمْ يُكْشَفْ لَهُمُ الْغِطَاءُ فَيَعْلَمُونِي عِلْمًا ضَرُورِيًّا -، أَوْ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، أَيْ وَلَمْ يَعْلَمُوا جَزَائِي بَعْدُ، - عَلَى فَرْضِ صِحَّةِ الْخَبَرِ -(١).
  وَالْمُوجِبُ لِلتَّأْوِيلِ: مَا ثَبَتَ بِالْأَدِلَّةِ الْقَاطِعَةِ مِنِ اسْتِحَالَةِ رُؤْيَةِ الْبَصَرِ عَلَى اللهِ تَعَالَى؛ إِذْ لَا تُعْقَلُ إِلَّا بِالتَّحَيُّزِ، وَفِي جِهَةٍ، وَبِالْمُقَابَلَةِ أَوْ مَا فِي حُكْمِهَا(٢).
  وَالرُّؤْيَةُ بِمَعْنَى الْعِلْمِ وَارِدَةٌ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ ١}[الفيل]، وَذَلِكَ كَثِيرٌ. واللهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ. تَمَّتْ.
  (٧) وَقَالَ فِي (الرَّوْضِ) (ط ٢، ج ٣، ص ١٢٩، س ١٣):
  «وَالصِّفَةُ قَائِمَةٌ بِمَوْصُوفِهَا لَا تَنْفَكُّ عَنْهُ».
  قَالَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدُالدِّينِ الْمُؤَيَّدِيُّ #: يُقَالُ: فِي الْعِبَارَةِ رِكَّةٌ؛ لِأَنَّ الْقِيَامَ بِالشَّيْءِ يُفِيدُ الْحُلُولَ، فَلَا يَصِحُّ ذَلِكَ إِلَّا فِي صِفَاتِ الْخَلْقِ. أَمَّا صِفَاتُ اللهِ سُبْحَانَهُ فَلَيْسَتْ غَيْرَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ عَالِمٌ بِذَاتِهِ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ فِي الْأُصُولِ(٣).
  (٨) وَقَالَ فِي (الرَّوْضِ) (ط ٢، ج ٣، ص ١٤٥، س ٣):
  «وَيَرِدُ عَلَيْهِ(٤) إِشْكَالٌ: وَهْوَ أَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْهُ أَنَّ الْمَكِّيَّ تَمَامُ عُمْرَتِهِ مِنْ دُوَيْرَةِ أَهْلِهِ، وَالْإِجْمَاعُ قَائِمٌ عَلَى أَنَّ عُمْرَتَهُ مِنَ الْحِلِّ. وَيُجَابُ عَنْهُ بِأَنَّهُ مَخْصُوصٌ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ فِي الْأَمْرِ لِعَبْدِالرَّحْمَنِ أَخِيهَا بِأَنْ يُعْمِرَهَا مِنَ التَّنْعِيمِ - وَهْوَ فِي الْمُتَّفَقِ
(١) وهذا الخبر رواه عبد الرزاق عن عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر، وهو مقدوح فيه عند كثير من المحدثين. انظر ذلك في (تهذيب الكمال) للحافظ المزي (١٨/ ٥١٧).
(٢) وَهْوَ النَّظَرُ فِي الْمَاءِ أَوِ الْمِرْآةِ.
(٣) وَفِي لَوَامِعِ الْأَنْوَارِ - الفصل السادس للإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي # (ط ١/ ٢/١٥٨) (ط ٢/ ٢/١٨٤) (ط ٣/ ٢/١٩٩) بَحْثٌ عَظِيمٌ فِي صِفَاتِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فِيهِ قُرَّةُ عُيُونِ الْمُوَحِّدِينَ وَحَتْفُ الْمُجَسِّمِينَ، حَقِيقٌ عَلَى الْبَاحِثِينَ الْوُقُوفُ عَلَيْهِ والاِلْتِفَاتُ إِلَيْهِ.
(٤) وَهْوَ مَا رَوَاهُ الْإِمَامُ الْأَعْظَمُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنينَ $: (مِنْ تَمَامِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَنْ تُهِلَّ بهِمَا جَمِيعًا مِنْ دُوَيْرَةِ أَهْلِكَ). اهـ.