[التعاليق على الجزء الرابع من الروض النضير]
[التعاليق على الجزء الرابع من الروض النضير]
  (١) وَفِي (الرَّوْضِ) (ط ٢، ج ٤، ص ٨، س ١٩):
  «وَأَمَّا الْمُفَاوَضَةُ فَهْيَ مَأْخُوذَةٌ مِنَ الْمُسَاوَاةِ، كَمَا قَالَ(١):
  لَا يَصْلُحُ الْقَوْمُ فَوْضَى لَا سَرَاةَ لَهُمْ ... وَلَا سَرَاةَ إِذَا جُهَّالُهُمْ سَادُوا
  قَالَ الْإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدُالدِّينِ الْمُؤَيَّدِيُّ (ع): سَرَاة - بِفَتْحِ السِّينِ - جَمْعُ سَرِيّ.
  أمَّا سُرَاة - بِضَمِّ السِّينِ - فَهْوَ جَمْعُ سَارِي، وَلَيْسَ بِمَقْصُودٍ.
  (٢) وَفِي (الرَّوْضِ) (ط ٢، ج ٤، ص ٢٧، س ٢٠):
  «قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ»».
  عَلَّقَ الْمُحَشِّي عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: «الْكَلَامُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ مُتَوَقِّفٌ عَلَى فَهْمِ الْمُقْتَضَى وَتَعْيِينِهِ، فَإِنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: عَلَى الْيَدِ ضَمَانُ مَا أَخَذَتْ، أَوْ: عَلَى الْيَدِ حِفْظُ مَا أَخَذَتْ، أَوْ: عَلَى الْيَدِ تَأْدِيَةُ مَا أَخَذَتْ.
  وَعَلَى الْأَخِيرَيْنِ: لَا وُجُوبَ لِلضَّمَانِ مَعَ التَّلَفِ، وَالتَّفْرِيطُ فِي الْحِفْظِ وَالتَّأْدِيَةِ لَا يَدُلُّ عَلَيْهِ، إِذْ غَايَةُ مَا هُنَالِكَ الْإِثْمُ بِتَرْكِهَا، وَهْوَ مَعْنَى الْوُجُوبِ، فَالتَّضْمِينُ مُحْتَاجٌ إِلَى دَلِيلٍ آخَرَ.
  وَعَلَى الْأَوَّلِ: لَا يَجِبُ الْحِفْظُ وَلَا التَّأْدِيَةُ لِلْعَيْنِ الَّتِي أَخَذَتْهَا الْيَدُ». إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.
  قَالَ الْإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدُالدِّينِ الْمُؤَيَّدِيُّ #: يُحَقَّقُ كَلَامُ الْمُحَشِّي، فَهْوَ عَلَى جَمِيعِ
(١) البيت للأَفْوَهِ الأَوْدِيِّ - كما في ديوانه (ص/٦٦) ط: (دار صادر) - من قصيدة له تُعَدُّ من حِكَمِ العَرَب وآدابها، قالها متضجرًا من حال قومه، مطلعها:
فِيْنَا مَعاشِرُ لَمْ يَبْنُوا لِقِومِهِمُ ... وَإِن بَنَى قَومُهُمْ مَا أَفْسَدُوا عَادُوا
لَا يَرْشُدُونَ وَلَنْ يَرْعَوا لِمُرشِدِهِمْ ... فَالغَيُّ مِنهُمْ مَعًا وَالجَهلُ مِيْعَادُ
وسَرَاةُ القوم: سادتهم ورؤساؤهم. والمعنى: لابد لكلٍّ قومٍ من سادة وزعماء، ويجب أن يكون هؤلاء الزعماء من أصحاب الرأي والحصافة، ولا حياة لقوم بلا زعيم وإلَّا عاشوا في فوضى، ولا حياة لهم إذا تحكَّم في أمرهم جُهَّالُهم. أفاده (محقق ديوان الأفوه).