مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[المقدمة، والباعث على التأليف]

صفحة 96 - الجزء 1

[المقدمة، والباعث على التأليف]

  

  وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ

  {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ} {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ ١ قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ}، والصلاةُ والسلامُ عَلَى خَاتِمِ أَنبيائِهِ الأَكرمين، الْمُرْسَلِ رَحْمَةً للعالَمِين، وَحُجَّةً عَلَى العِبَادِ إلى يومِ الدِّين، وَعَلَى عِتْرَتِهِ وَرَثَةِ الذِّكْرِ المبين.

  وبعد: فإنَّه وَقَعَ الاطِّلاعُ عَلَى كِتَابٍ كريم، وخِطَابٍ وَسِيم، مُشْتَمِلٍ عَلَى سؤال، مُتَطَلِّبٍ حَلَّ إِشْكَال، نَاهِجٍ الصِّرَاطَ المستقيم، وعابرٍ سبيلَ الحقِّ القَويم، يَضُوعُ⁣(⁣١) عَبِيرُ الْحُكْمِ العَلَوِيِّ مَنْ نَسَمَاتِه، وَيَفُوحُ⁣(⁣٢) نَشْرُ الْهَدِي النَّبَوِيِّ مَنْ نَفَحَاتِه، فلا غَرْوَ فهيَ ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، ولفظه:

  

  سؤالٌ عَن الحديثِ الوارد في إرشاد العَنْسِيِّ |(⁣٣) عن النبيِّ ÷ لفظه أو معناه: أنَّ مَنْ قَرَأَ سورةَ الإخلاصِ مائةَ شَرَفٍ⁣(⁣٤) بعد كلِّ صَلاةٍ أَتَى يومَ القيامة عَلَى الصِّرَاطِ، وعن يمينه أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ، وعن يَسَارِهِ كذلك، وجبريلُ آخِذٌ بِحُجْزَتِهِ، وَمَنْ رأَى فيها دَخَلَهَا بذنبٍ غيرِ شِرْكٍ أَخْرَجَه.

  فهذا مُعَارِضٌ لنصوصٍ كثيرة، هيهاتَ حَصْرُهَا، نازحة أَطرافُهَا.


(١) «ضَاعَ الشَّيْءُ يَضُوعُ ضَوْعًا - مِنْ بَابِ قَالَ -: فَاحَتْ رَائِحَتُهُ، وَتَضَوَّعَ كَذَلِك». تمت من (المصباح المنير).

(٢) «فَاحَ الْمِسْكُ يَفُوحُ فَوْحًا، وَيَفِيحُ فَيْحًا أَيْضًا: إذَا انْتَشَرَتْ رِيحُهُ. قَالُوا: وَلَا يُقَالُ: فَاحَ إلَّا فِي الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ خَاصَّةً، وَلَا يُقَالُ فِي الْخَبِيثَةِ وَالْمُنْتِنَةِ: فَاحَ، بَلْ يُقَالُ: هَبَّتْ رِيحُهَا». من (المصباح).

(٣) (الإرشاد إلى نجاة العباد) للعلامة عبد الله بن زيد العنسي ¦ (ص/٣٥١).

(٤) أي مائةَ مَرَّة.