مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(خبر المنزلة، ودلالته على خلافة أمير المؤمنين #)

صفحة 330 - الجزء 1

(خبر المنزلة، ودَلالته على خلافة أمير المؤمنين #)

  الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَآلِهُ الْمُقْتَفِينَ أَثَرَهُ.

  فِي (فَتْحِ البَارِي شَرْحِ البُخَارِي) (صفح/٧٥) من (الجزءِ السَّابِع)⁣(⁣١) فِي شَرْحِ (خَبَرِ الْمَنْزِلَةِ) مَا لَفْظُهُ: «قَوْلُهُ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنَ مُوسَى»، أَيْ نَازِلًا مِنِّي مَنْزِلَةَ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ.

  وَفِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ سَعْدٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: (رَضِيتُ رَضِيتُ)، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ⁣(⁣٢).

  وَلِابْنِ سَعْدٍ⁣(⁣٣) مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فِي نَحْوِ هَذِهِ الْقِصَّةِ، قَالَ: (بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ)، قَالَ: «فَإِنَّهُ كَذَلِكَ».

  وَفِي أَوَّلِ حَدِيثِهِمَا⁣(⁣٤) أَنَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ لِعَلِيٍّ: «لَا بُدَّ أَنْ أُقِيمَ أَوْ تُقِيمَ»، فَأَقَامَ عَلِيٌّ، إِلَى قَوْلِهِ: وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ.

  وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ⁣(⁣٥)، وَالتِّرْمِذِيِّ⁣(⁣٦) قَالَ:


(١) وفي (٧/ ٩٢) ط: (دار الريان للتراث)، وفي (٧/ ٩٢) ط: (دار الكتب العلمية).

(٢) (المسند) لأحمد بن حنبل (٢/ ٢٣٩) رقم (١٥٠٩)، ط: (دار الحديث). قال المحقق (الشيخ أحمد شاكر): «إسناده صحيح». وروى أحمد أيضًا في (المسند) (٢/ ٢٣١ - ٢٣٢) رقم (١٤٩٠) نحوه، وفيه: «فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى». قَالَ: (بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ). قَالَ: فَأَدْبَرَ عَلِيٌّ مُسْرِعًا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى غُبَارِ قَدَمَيْهِ يَسْطَعُ». قال المحقق (شاكر): «إسناده صحيح».

(٣) (الطبقات الكبرى) لابن سعد (٣/ ٢٢).

(٤) أي البراء وزيد بن أرقم رحمة الله تعالى عليهما، عند ابن سعد.

(٥) مسلم (٤/ ١٤٩٠)، رقم (٢٤٠٤)، ط: (دار ابن حزم).

(٦) سنن الترمذي، رقم (٣٧٣٣)، وقال: «حديث حسَنٌ صحيح غريب». ورواه النسائي في (الخصائص) برقم (١١)، ط: (المكتبة العصرية)، قال المحقق: «إسناده صحيح». والبزار في (المسند) (٣/ ٣٢٤)، برقم (١١٢٠)، والحاكم في (المستدرك) (٣/ ١١٧)، رقم (٤٥٧٥). وقال الحاكم: «حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْن». وقال الذهبي: «عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ فقط». ورواه ابن ماجه في (السنن) رقم (١٢١)، ط: (الرسالة) بلفظ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ فِي بَعْضِ حَجَّاتِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ، فَذَكَرُوا عَلِيًّا، فَنَالَ مِنْهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ، وَقَالَ: تَقُولُ هَذَا لِرَجُلٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷ يَقُولُ: «مَنْ كُنْتُ =