مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(9) - الكلام على قوله تعالى: {۞وَلَوۡ أَنَّنَا نَزَّلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَحَشَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ كُلَّ شَيۡءٖ قُبُلٗا مَّا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَجۡهَلُونَ ١١١}

صفحة 611 - الجزء 1

  (٩) - الكلام على قوله تعالى: {۞وَلَوۡ أَنَّنَا نَزَّلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَحَشَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ كُلَّ شَيۡءٖ قُبُلٗا مَّا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَجۡهَلُونَ ١١١}⁣[الأنعام]:

  قَالَ البَيْضَاوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ (ص/١٨٧): «{مَّا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُوٓاْ} لَمَّا سَبَقَ عَلَيْهِم القَضَاءُ بِالْكُفْرِ».

  قَالَ الإِمَامُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: بَلْ لِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الإِصْرَارِ عَلَى الْكُفْرِ.

  قَالَ البَيْضَاوِيُّ: «{إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ} اسْتِثْنَاءٌ مِنْ أَعَمِّ الأَحْوَالِ، أَيْ: لَا يُؤْمِنُونَ فِي حَالٍ إِلَّا حَالَ مَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى إِيمَانَهُمْ».

  قَالَ الإِمَامُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: بَلْ إِلَّا حَالَ مَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى قَسْرَهُمْ وَإِجْبَارَهُمْ.

  قَالَ البَيْضَاوِيُّ: «وَقِيلَ: مُنْقَطِعٌ. وَهْوَ حُجَّةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ».

  قَالَ مَوْلَانَا الإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: لَا حُجَّةَ فِيهِ عَلَى العَدْلِيَّةِ؛ وَإِنَّمَا فِيهِ بَيَانُ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى إِجْبَارِهِمْ، وَلَكِنَّهُ لَا يَشَاءُ إِجْبَارَهُمْ عَلَى الإِيمَانِ، فَفِيهِ: نَفْيٌ لِلْمُغَالَبَةِ الَّتِي تَزْعُمُهَا الْمُجْبِرَةُ، مِنْ أَنَّهُ لَوْ أَرَادَ مِنْهُم الإِيمَانَ ثُمَّ خَالَفَوهُ لَكَانَ تَعَالَى مَغْلُوبًا، فَأَبْطَلَ ذَلِكَ بِأَنَّهُ لَوْ شَاءَ مِنْهُم جَبْرًا وَقَسْرًا لأَجْبَرَهُم، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونُوا مُخْتَارِينَ حَتَّى يَسْتَحِقُّوا الْجَزَاءَ، فَهَذِهِ هِيَ الْحُجَّةُ الوَاضِحَةُ.

  (١٠) الكلام على قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ١١٢}⁣[الأنعام]

  قَالَ البَيْضَاوِيُّ (ص/١٨٨): «{وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ} إِيمَانَهُمْ».

  قَالَ الإِمَامُ مجدالدين المؤيدي #: بَلْ جَبْرَهُمْ.

  قَالَ البَيْضَاوِيُّ: «{مَا فَعَلُوهُۖ}، أَيْ: مَا فَعَلُوا ذَلِكَ، يَعْنِي: مُعَادَاةَ الأَنْبِيَاءِ، وَإِيحَاءَ الزَّخَارِفِ. وَيَجُوزُ: أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ لِلإِيحَاءِ، أَوِ الزُّخْرُفِ، أَوِ الغُرُورِ.