(26) - [فائدة: عند قراءة سورة (الضحى)]
  الْمَشْهُورَةَ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مَخْلُوقٍ بِقَدَرٍ.
  وَلَعَلَّ اخْتِيَارَ النَّصْبِ هَهُنَا مَعَ الإِضْمَارِ لِمَا فِيهِ مِنَ النُّصُوصِيَّةِ عَلَى الْمَقْصُودِ».
  قَالَ مَوْلَانَا الإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: أَمَّا الْمُؤْمِنُونَ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَعَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ الْمُنَزِّهُونَ لَهُ ø عَنْ أَنْ يَخْلُقَ بِمَعْنَى يُوجِدَ الظُّلْمَ وَالْفَسَادَ وَالْكُفْرَ وَالْعِنَادَ وَجَمِيعَ أَفْعَالِ الْعِبَادِ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ لَهُ تَعَالَى بِمَا شَهِدَ بِهِ لِنَفْسِهِ، وَمَلَائِكَتُهُ وَأُولُوا الْعِلْمِ {شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١٨}[آل عمران]، فَيَقُولُونَ: إِنْ قُرِئَ بِالنَّصْبِ فَهْوَ عُمُومٌ مَخْصُوصٌ، فَتَخْرُجُ مِنْهُ أَفْعَالُ العِبَادِ، كَمَا يَخْرُجُ مِنْهُ ذَاتُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، فَهْوَ مَخْصُوصٌ بِالإِجْمَاعِ.
  وَإِنْ قُرِئَ بِالرَّفْعِ فَـ {خَلَقۡنَٰهُ} نَعْتٌ لِشَيءٍ، وَالْخَبَرُ {بِقَدَرٖ ٤٩}، أَيْ كُلُّ شَيءٍ مَخْلُوقٍ لَنَا فَهْوَ بِقَدَرٍ؛ لِيُوَافِقَ أَدِلَّةَ الْعَقْلِ وَالنَّقْلِ مِنْ أَنَّهُ ﷻ لَا يَقْضِي إِلَّا بِالْحَقِّ، {وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ}[الزمر: ٧]، {وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ ٢٠٥}[البقرة]، {وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلۡمٗا لِّلۡعَٰلَمِينَ ١٠٨}[آل عمران]، {وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا ٤٩}[الكهف]، {يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ}[البقرة: ١٨٥]، فَهْوَ العَدْلُ الْحَكِيمُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.
  كَتَبَهُ الْمُفْتَقِرُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ: مَجْدالدِّين بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْمُؤَيَّدِيُّ غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُم وَلِلْمُؤْمِنِينَ.
  حُرِّرَ (٢٥ - جُمَادَى الأُخْرَى - مِنْ عَامِ ١٤٠٥) بِدَارِ الْهِجْرَةِ بِنَجْرَانَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
(٢٦) [فائدة: عند قراءة سورة (الضحى)]
  وفي (ص/٨٠٢)، قَالَ مَوْلَانَا الإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #:
  أَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ فِي (الشُّعَبِ)(١) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أُبَيٍّ، فَلَمَّا بَلَغَ
(١) (شعب الإيمان) للبيهقي (٣/ ٤٢٦)، رقم (١٩١٢)، ط: (مكتبة الرشد).