مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[بحث في الفرق بين الرجاء والإرجاء]

صفحة 82 - الجزء 1

[بحث في الفرق بين الرجاء والإرجاء]

  قوله: «فيبقى راجيًا خائفًا فهو {يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ}⁣[الزمر ٩] ...» إلخ (ج ١/صفح ٣٥٠).

  الجواب: بل مُرْجِيًا متمنيًّا، فهذا الترددُ هو محضُ الإرجاء كما حققه نجوم الهدى، ورجوم العِدَى، وعليه قولُ اللَّهِ تعالى: {وَءَاخَرُونَ مُرۡجَوۡنَ لِأَمۡرِ ٱللَّهِ}⁣[التوبة ١٠٦].

  وأَمَّا القطع بخلف الوعيد فهو التكذيبُ بلا مراء.

  وأَمَّا الرَّجَاءُ فقد بَيَّنَ اللَّهُ تعالى أهلَهُ ومَحَلَّهُ بمثل قوله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا ١١٠}⁣[الكهف]، وقولِهِ ø: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٢١٨}⁣[البقرة]، {لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا ٢١}⁣[الأحزاب]، وقال تعالى: {إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٥٦}⁣[الأعراف]، وقال تعالى: {وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ ١٥٦}⁣[الأعراف]، إلخ.

  وأَمَّا مَنِ ارتكبَ الجرائم، وأَمِنَ العظائم فقد أَحَلَّ الرجاءَ في غير مَحَلِّه، وَوَضَعَهُ في غير أَهْلِه، {وَإِخۡوَٰنُهُمۡ يَمُدُّونَهُمۡ فِي ٱلۡغَيِّ ثُمَّ لَا يُقۡصِرُونَ ٢٠٢}⁣[الأعراف].

  وقَد قَطَعَ اللَّهُ تعالى أماني المتمنين بما حَكَمَ به في مُحْكَمِ كتابه: {لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ}⁣[النساء: ١٢٣]، وقال تعالى: {وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ ٢٠ وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ ٢١ لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ ٢٢}⁣[إلى قوله تعالى]: {۞قَالَ قَرِينُهُۥ رَبَّنَا مَآ أَطۡغَيۡتُهُۥ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ ٢٧ قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ ٢٨ مَا