[اضطراب أقوال المرجئة والحشوية]
  يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ ٢٩}[ق]، وقال ø: {يَوۡمَ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا سَعَىٰ ٣٥ وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ٣٦ فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ٣٧ وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ٣٨ فَإِنَّ ٱلۡجَحِيمَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٣٩ وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ٤٠ فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٤١}[النازعات].
  وهذا عَامٌّ في كلِّ مَن طَغَى، فمن حَرَّفَه فقد بَغَى، {تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ ٦ وَيۡلٞ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٧ يَسۡمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٖ ٨}[الجاثية].
[اضطراب أقوال المرجئة والحشوية]
  ولم تقف المرجئةُ والحشويةُ عند حَدّ، ولا استقرت في المذهبِ عَلَى معتقد، تارةً يقولون: قولُ (لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ) كافٍ، ومرةً: إنَّه لا وعيد عَلَى أهل القبلة. وأُخرى: إنَّه إنْ دَخَلَ النار فيخرجُ كما ترى، وتارةً يسوون بين المؤمنين والفاسقين.
  وكلُّ هذا خلافُ ما جاء به القرآن، وسنَّةُ سَيِّدِ وَلَدِ عدنان.
  ولهم رواياتٌ لَفَّقُوها، وتُرَّهَاتٌ اختلقوها(١)، فما خَالَفَ كتابَ اللَّهِ تعالى، وسنَّةَ رسوله، وأهلَ بيتِ نبيئِهِ ÷ مما افتراه أهلُ البِدَعِ من الوَضْع، فهو مطرودٌ عن مَقَاعِدِ السَّمْع، {وَلَوۡ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِذۡ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعَذَابِ ١٦٥ إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ ١٦٦ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةٗ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ ١٦٧}[البقرة].
(١) «التُّرَّهَاتُ: الطُّرُقُ الصِّغَارُ غَيْرُ الْجَادَّةِ تَتَشَعَّبُ عَنْهَا، الْوَاحِدَةُ: (تُرَّهَةٌ) فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ ثُمَّ اسْتُعِيرَ فِي الْبَاطِلِ». تمت (مختارًا).