الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب الرابع عشر: في بيان مذهب أهل الحق ورجالهم

صفحة 112 - الجزء 1

  العاص كانوا مخطئين ضلالاً باغين على الباطل.

  ومخالفة الإمام لا تكون كفراً، ولكن تكون بغياً وظلماً وفسقاً.

  والخوارج كانوا فساقاً، ومن تأخر عن مبايعة أمير المؤمنين # كانوا مخطئين، ومن تأخر عن مبايعة الأئمة بلا عذار كانوا مخطئين.

  فأما الصحابة فلم يكونوا كفاراً بل كانوا على دين الإسلام، وأبدوا الإسلام وأضمروا في قلوبهم الإسلام، ولم يضمروا النفاق؛ ولذلك تعامل أمير المؤمنين # معهم معاملة الموافقين، والنقصان كان في حقه لا في حق الإسلام.

  فأما في النص على أمير المؤمنين # بالإمامة كانوا على أصناف:

  - بعضهم نظروا فيه فعرفوا إمامته وبايعوه.

  - وبعضهم لم ينظروا وأخذوا بظاهر قول الصحابة.

  - وبعضهم تأولوا وتابعوا الشبهة.

  - وبعضهم عرفوا الحق ولم يعملوا به.

  ولم يكن حكمهم سواء.

  وأما في أحكام الشرع: فمنها الفرائض، والنوافل، والمباحات، وليس للمباح مدخل في التكليف وفعله وتركه سواء في المدح والذم والثواب والعقاب، وهو كمنافع الدنيا.

  وأما الفرائض: فهو «ما يستحق المكلف بفعله الثواب ويستحق بتركه العقاب»، وربما يجب ابتداءً، وربما يجب عند سبب مثل القضاء والكفارات وغير ذلك، والفريضة على وجهين: