الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب الرابع عشر: في بيان مذهب أهل الحق ورجالهم

صفحة 114 - الجزء 1

  والمعاصي على ضربين: بعضها فعل القلب كالجهل وغيره، وبعضها فعل سائر الأعضاء، وربما تكون كفراً وربما تكون فسقاً وربما تكون صغيرة كما قال الله - تعالى -: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ}⁣(⁣١)، ونحن نبين الطاعات الواجبات والنوافل على سبيل الجملة، والمعاصي والمباحات.

  فأما الواجبات: النظر في الدليل لمعرفة الحق؛ حتى يعرف الله - تعالى - ورسوله ÷.

  - ويعرف الشرائع كما ذكرنا.

  - ويوالي أهل الحق ويحبهم.

  - ويعادي أهل الباطل ويبغضهم.

  - ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

  - ويباين أهل البدعة والظلم والفسق، ولا يواليهم ولا يحبهم.

  - ويشكر الله - تعالى - على نعمه، ويشكر الناس أيضاً على نعمهم، وأن جميع النعم من الله وهو المنعم لجميعها ويستحق من الشكر العظيم والعبادة؛ لأن أصل النعم منه.

  - ويتوكل على الله ويأتمر بأوامره.

  - ويؤمن بجميع الملائكة، والكتب، والنبيين À.

  - ويحب أهل بيت النبي ÷ ويتابعهم، ويوافق من وافقهم وأحبهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، من كان موافقاً لهم واعتقد إمامة أئمتهم وتابعهم.


(١) سورة الحجرات: ٧.