الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب الرابع عشر: في بيان مذهب أهل الحق ورجالهم

صفحة 116 - الجزء 1

  - وينظر في الدين إلى من هو فوقه، وفي الدنيا إلى من هو دونه.

  - ويبعد نفسه من وسواس الشياطين من الإنس والجن.

  - ويقنع بما رزقه الله - تعالى -، ولا يشتغل بجمع الدنيا والضياع والدور والأنهار والبساتين.

  - ويتواضع ولا يتكبر على الناس، ويراعي حق المسلمين، ويعينهم في الخير والطاعة، وعيادة المريض، وعتق الرقبة والمعاونة عليه، وإدخال السرور في قلوب المؤمنين، وقضاء حوائجهم بما يمكن، والإحسان إلى الفقراء، ويمضي جميع أيامه في الطاعة.

  - ويحمل النفس على مشقة الطاعة؛ للراحة الدائمة، وترك الشهوات الباطلة، ومتابعة العقل والشرع، وغض البصر عن النظر في الحرام، وإرادة فعل الإحسان والعزم عليها، والبعد عن إرادة فعل الشر والعزم عليه.

  - والمخالطة لفقراء المسلمين، والبعد من الفسقة وأهل الدنيا، وكسب الحلال.

  - وتعويد النفس الطاعة واستواء الباطن والظاهر، ومجانبة الرياء والنفاق، وتعليق القلب بأمر الآخرة؛ لأنها دار الإقامة.

  - وتعويد قيام الليل، وصيام النهار، والاعتكاف، وإجراء اللسان بالتسبيح والتهليل، واشتغال القلب بمعرفة الله - تعالى - على المداومة، وإخراج محبة الدنيا وكثرة المال، والتقدم والرئاسة من قلبه، واختيار الصلاح والورع، والاعتزال عن أهل الشر، والصبر على الحق والطاعة، وحفظ النفس عن المعاصي والصبر عنها.

  - والاجتهاد في فعل الخير، والإحسان إلى الأهل والعيال، فإن لم يكن صاحب عيال وأمن من الوقوع في الفساد يجوز أن لا يتزوج، وإن خاف من