الباب الرابع عشر: في بيان مذهب أهل الحق ورجالهم
  الوقوع في المعصية فالتزويج يكون [واجباً](١).
  - وملازمة الدعاء والمسألة إلى الله - تعالى -، والرجاء له واليأس من الخلق، وملازمة التوبة والاستغفار، وقول الحق في كل وقت ومكان، إلا أن يخاف على النفس فيعرض، وتقويم القلب على الحق، وتعويد اللسان بقول الخير والصدق في جميع الأحوال.
  - والعادة بفعل الخير والخلق الحسن، والمواساة للفقراء والمساكين وأهل الحاجة، والاجتهاد في كل ما يفرح المسلمون بفعله، ولا يظن بالخلق ظن السوء، والتواضع للمسلمين.
  - وأداء الأمانة فيما بينه وبين الله - تعالى -، وفيما بينه وبين الخلق من العهود والعقود، والحلم مع الناس، وكظم الغيظ، والمدارة للناس، وطلب القرين الصالح، وأمثال ذلك كثيرة ينبغي أن تجتمع في المؤمن؛ حتى يكمل إيمانه.
  فأما المعاصي: فأولها الجهل لما يجب معرفته، ثم منه ما يكون كفراً، ومنه ما يكون فسقاً.
  والجهل: «اعتقاد الشيء على خلاف ما هو به»، ويدخل فيه التوحيد، والعدل، والنبوات، والشرائع، فالجهل بجميع هذه المعارف يكون كفراً وبدعة وضلالة، والكفر والنفاق وكتمان الحق من أعظم الكبائر والجرائم.
  - وإظهار البدعة والضلالة والاستخفاف بالشرع والقرآن والرسول وكتب العلم كفر.
(١) مكتوب: مستحباً.