الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب السادس عشر: في بيان أخبار الذين خرجوا في الدين

صفحة 192 - الجزء 1

  طالب وخديجة في حصار الشعب⁣(⁣١)، ثم بعد ذلك نقض قوم الصحيفة وجاءوا بها فكل موضع كان فيه اسم الله - تعالى - كان باقياً، وما سواه قد أكلته دابة الأرض⁣(⁣٢)، وخرج النبي ÷ ومن معه من الشعب إلى مكة، ثم بعد ذلك هاجر إلى المدينة بعد أن بايعه الأنصار، وكان في الطريق حديث أم معبد⁣(⁣٣)، ودخل المدينة في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الأولى من الهجرة⁣(⁣٤)، ونقلوا التاريخ إلى المحرم⁣(⁣٥)، وكان بالمدينة تلك السنة إلى صفر سنة اثنتين، ثم أمر ببناء المسجد وآخى بين المهاجرين والأنصار⁣(⁣٦)، وشرع الأذان والإقامة⁣(⁣٧)، وزُفَّت عائشة إلى بيته⁣(⁣٨)، فلما دخل الحول الثاني زوَّج فاطمة من علي @(⁣٩)، وفي رجب كان تحويل القبلة إلى الكعبة⁣(⁣١٠).

  وفي شهر رمضان حرب بدر وقتل الكفار وأسرهم⁣(⁣١١)، ثم دخلت سنة ثلاث من الهجرة وزفت فاطمة & إلى بيت علي⁣(⁣١٢) #،


(١) السنة الثالثة قبل الهجرة.

(٢) السير والمغازي ص ١٦٧.

(٣) أم معبد الخزاعية، كانت صاحبة خيمة سألها النبي ومن معه طعاماً ولم يكن لها سوى شاة مجهدة، فدعا بها النبي ودعا الله وإذا بالحليب يدر منها. غريب الحديث لابن قتيبة ج ١ ص ٤٦٢.

(٤) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٤٩٢.

(٥) قال الحافظ ابن حجر: «وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المحرم لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة فكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم فناسب أن يجعل مبتدأ وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم» فتح الباري ج ٧ ص ٢٦٨.

(٦) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٤٩٦، ٥٠٤.

(٧) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٥٠٨.

(٨) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٦٤٤.

(٩) دلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ١٦٢.

(١٠) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٥٠٥.

(١١) السير والمغازي ص ١٣٠.

(١٢) الإفادة في تاريخ أئمة الزيدية ص ٣٧.