الباب السادس: في بيان كيفية الخلاف الذي ظهر في الأمة وبيان ظهور كل فرقة
  أحدهما: من الإمام؟
  وثانيها: أين معدن الإمامة؟
  وثالثها: ما طريق الإمامة؟
  ورابعها: هل يجوز إمامان معاً أم لا؟
  فقال الأنصار على ثلاثة أوجه:
  أحدها قالوا: ينبغي أن يكون سعد هو الإمام.
  وثانيها: جوزوا الإمام من غير قريش.
  وثالثها: رأوا البيعة طريق الإمامة.
  وخالفوا في هذه الأقوال جماعة من المهاجرين، رأوا الإمامة لأبي بكر، ورأوا أيضاً طريق الإمامة البيعة، وجوزوا الإمامة في جميع بطون قريش.
  والقول الثالث قالوا: طريق الإمامة النص، وقالوا إن الإمام هو أمير المؤمنين بنص الله - تعالى - ونص رسوله ÷، وقالوا معدن الإمامة أولاد فاطمة & ولا تجوز في غيرهم.
  ومن قال بإمامة أمير المؤمنين #، مع [أن](١) المهاجرين كلهم خالفوا الأنصار وقالوا لا يجوز أن يكون إمامان معاً، وبقي الخلاف في هذه المسائل الأربع بين الأمة.
  والخلاف الثاني(٢): كان حديث فدك؛ لأن فاطمة & ادّعت فدكاً هدية أو ميراثاً، وروى قوم من الصحابة في الميراث عن النبي ÷
(١) كذا.
(٢) الخلاف الثاني عند الشيخ أبي علي خلاف أصحاب الجمل. فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ص ١٤٣.