الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب السادس: في بيان كيفية الخلاف الذي ظهر في الأمة وبيان ظهور كل فرقة

صفحة 67 - الجزء 1

  أحدهما: من الإمام؟

  وثانيها: أين معدن الإمامة؟

  وثالثها: ما طريق الإمامة؟

  ورابعها: هل يجوز إمامان معاً أم لا؟

  فقال الأنصار على ثلاثة أوجه:

  أحدها قالوا: ينبغي أن يكون سعد هو الإمام.

  وثانيها: جوزوا الإمام من غير قريش.

  وثالثها: رأوا البيعة طريق الإمامة.

  وخالفوا في هذه الأقوال جماعة من المهاجرين، رأوا الإمامة لأبي بكر، ورأوا أيضاً طريق الإمامة البيعة، وجوزوا الإمامة في جميع بطون قريش.

  والقول الثالث قالوا: طريق الإمامة النص، وقالوا إن الإمام هو أمير المؤمنين بنص الله - تعالى - ونص رسوله ÷، وقالوا معدن الإمامة أولاد فاطمة & ولا تجوز في غيرهم.

  ومن قال بإمامة أمير المؤمنين #، مع [أن]⁣(⁣١) المهاجرين كلهم خالفوا الأنصار وقالوا لا يجوز أن يكون إمامان معاً، وبقي الخلاف في هذه المسائل الأربع بين الأمة.

  والخلاف الثاني⁣(⁣٢): كان حديث فدك؛ لأن فاطمة & ادّعت فدكاً هدية أو ميراثاً، وروى قوم من الصحابة في الميراث عن النبي ÷


(١) كذا.

(٢) الخلاف الثاني عند الشيخ أبي علي خلاف أصحاب الجمل. فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ص ١٤٣.