الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب العاشر: بيان مذهب الإمامية

صفحة 90 - الجزء 1

  الإسلام، وأجروا للكفار أحكام الكفار وهم صامتون، وكذلك أيام أمير المؤمنين أجروا أحكام الكفار، وما أنكروه تقيةً، ويروى عن أكثرهم الزيادة والنقصان في القرآن⁣(⁣١)، واختلفوا في الصحابة:

  فقال بعضهم: كانوا مسلمين لكن ارتدوا لمخالفة الإمام⁣(⁣٢).

  وقال بعضهم: ما كانوا مسلمين ولكن منافقين أبداً⁣(⁣٣).

  وقالوا: أبو بكر، وابنته عائشة، وعمر، وابنته حفصة كانوا منافقين، ونكاح الرسول ÷ ابنتيهما كان تقية، وقالوا: عثمان كان كافراً وزوَّجه رسول الله ÷ تقية.

  وقالوا: زوج علي ابنته عمر وهو كافر تقية، وقالت طائفة: ما كانت ابنة علي ولكن كانت حفصة بنت عمر على صورة ابنة علي فزوجه، وقال قوم منهم: كانت شيطانة، وقال قوم: كانت ابنة علي ولكن كانت كافرة فلذلك زوجه.

  وقالوا الإمام يعلم الغيب⁣(⁣٤)، وإذا وقعت للإمام مسألة لا يعرفها تكلم جبريل بذلك.

  فأما قولهم بالنص الجلي على اثني عشر فمعلوم من مذهبهم أنهم اختلفوا عند موت كل إمام⁣(⁣٥) من أئمتهم، فلو كان هناك نص ظاهر لم يختلفوا،


(١) قال العلامة الفيض الكاشاني: «إن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله وآله وسلم منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو مغير ومحرف وإنه قد حذف عنه أشياء كثيرة» تفسير الصافي ج ١ ص ٤٩.

(٢) روى المفيد عن «أبا عبد الله # يقول: إن النبي صلى الله عليه وآله لما قبض ارتد الناس على أعقابهم كفاراً، إلا ثلاثاً: سلمان، والمقدد، وأبو ذر الغفاري» الاختصاص ص ٦.

(٣) قال الكاشاني: «ولم يعلموا أن أكثرهم - أي الصحابة - كانوا يبطنون النفاق ويجترئون على الله ويفترون على رسول الله في عزة وشقاق» تفسير الصافي ج ١ ص ٩.

(٤) أنظر كتاب الكافي ج ٦ ص ٤٢ «باب أن الأئمة $ يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء».

(٥) ولهذا ظهرت هناك فرق متفرعة من الإمامية.