الباب العاشر: بيان مذهب الإمامية
  وروي أن أول من وضع المذهب(١) كان المأمون؛ حتى لا يخرج الناس مع من يدعي الإمامة من العلوية ولا يعينوه، وقال: ينبغي أن يكون الإمام على هذه الصفة، ولزم واحداً من أولاد الرسول ÷ وراعاه كما لزم علي بن موسى الرضى # لتسلم مملكتهم، والله أعلم.
  ومن مصنفيهم: هشام بن الحكم، وهشام بن سالم(٢)، وعلي بن منصور(٣)، وعلي بن ميثم(٤)، وشيطان الطاق(٥)، والفضل بن
(١) وقال العلامة عبد الصمد الدامغاني: «وإنما هو موضوع مصنوع من المنصور الدوانيق من بعد أن قتل جماعة منهم من فضلاء العلوية منهم: محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية، وأخاه الإمام إبراهيم بن عبد الله في عدة من الذرية الطاهرة النبوية، فظن أبو الدوانيق أنه لا يزال يخرج عليه من العلوية قائم بالخلافة ... ورأى جماعة ينكرون قيام القائم بالإمامة، ويعتقدون أن إمامها منصوص عليه، وأنه غائب عنها، وهم الكيسانية، فلاحت له الحيلة فأعملها في جماعة من أصحابه، وبعث إلى الأقطار التي يظن أن فيها من جهال الشيعة من تطرأ عليه الشبهة، وأمر ببث هذا المذهب فيهم ولا يشعرون أنه حيلة، وصنع لهم نسخة وجعلها مع بعض أتباعه وأمرهم بإظهار التشيع وإلقائها إلى جهال الشيعة ومضمون ما في النسخة: أن بني إسرائيل كان لهم إثنى عشر نقيباً، وبعد عيسى اثنا عشر في أمته، وأن جبريل نزل بلوح فيه أسماء الخلفاء على الأمة، وأنهم إثنا عشر بعد محمد ÷، فقد مضى منهم خمسة إلى جعفر بن محمد الصادق، وهذا جعفر سادسهم لَمَّا علم أن جعفراً متزهد لا يقوم بالخلافة فالستة الباقون من ولده فاعتقد الجهال منهم ذلك المذهب، ولما سمع به جعفر الصادق أنكر على الشيعة فأبوا وقالوا: إن جعفراً ينكر علينا تقية على نفسه فاستمروا على ذلك، وكل من يزعم الخلافة من العلوية بعد هذا يكونون أعداء الأعداء له وأحرص الناس على إتلافه وأخذل الناس له لإعتقادهم أن النص على غيره» الجوهرة الخالصة ص ٩٢.
(٢) هشام بن سالم الجوالقي، كوفي مولى بشر بن مروان، وكان من سبي الجوزجان، ثقة عند الإمامية، اشتهر بالتشبيه والتجسيم. معجم رجال الحديث للخوئي ج ٢٠ ص ٣٢٥، مجموع الإمام القاسم الرسي ج ١ ص ٥١٩.
(٣) أبو الحسن علي بن منصور الكوفي، من أصحاب هشام، له مصنفات منها: التدبير في التوحيد والإمامة. معجم رجال الحديث ج ١٣ ص ٢٠١.
(٤) أبو الحسن علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار، فقيه إمامي متكلم، كلم أبا الهذيل والنظام، له مجالس وكتب، منها: كتاب الإمامة، كتاب الطلاق، كتاب النكاح، كتاب مجالس هشام بن الحكم، كتاب المتعة. رجال النجاشي ص ٢٥١.
(٥) أبو جعفر محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة، الأحول الملقب بشيطان الطاق وتلقبه الإمامية بمؤمن الطاق، متكلم إمامي، له مصنفات منها: الإمامة، والمعرفة، والرد على المعتزلة =