الباب الحادي عشر: في بيان مذهب المشبهة
الباب الحادي عشر: في بيان مذهب المشبهة
  هم فرقة ليس لهم كتاب في الأصول وإن كان فهو قدر من الأخبار، وهم مختلفون.
  فِرقة يقولون: إن الله - تعالى - يجوز عليه المجيء والذهاب(١)، ويثبتون لله - تعالى - الصورة(٢) والأعضاء(٣) والمكان(٤).
  وفرقة أثبتوا المكان فقط.
  وأجمعوا على القول بأن القرآن هو هذا المكتوب في المصاحف مائة وأربعة عشر سورة، ومع هذا يقولون إنه قديم(٥)، وأوردوا في الكتب والأخبار أن لله أعضاء اليد(٦)، والساق(٧)، والعين(٨)، والأذن(٩)،
(١) قال الشيخ محمد الهراس: «في هذه الآيات إثبات صفتين من صفات الفعل، وهما صفتا الإتيان والمجيء، والذي عليه أهل السنة والجماعة الإيمان بذلك على حقيقته، والابتعاد عن التأويل الذي هو في الحقيقة إلحاد وتعطيل» شرح العقيدة الواسطية ص ١١٢.
(٢) قال العلامة ابن رشد: «قد ذهب ابن قتيبة إلى التمسك بظاهر الحديث فقال: إن لله صورة لا كالصور، وكما أنه شيء لا كالأشياء؛ فأثبت لله تعالى صورة قديمة زعم أنها ليست كالصور، ثم قال: إن الله جل ذكره خلق آدم على تلك الصورة، فتناقض في قوله وتوغل في تشبيه الله ø بخلقه، فهو خطأ من القول لا يلتفت إليه ولا يعرج عليه» البيان والتحصيل ج ١٨ ص ٥١١.
(٣) أنظر كتاب التوحيد لابن خزيمة وما ذكر من عضواً عضواً.
(٤) ألف الشيخ الذهبي كتاب (العلو للعلي الغفار) وذكر فيه نقول تثبت المكان ومن ذلك نقل عن أحدهم: «من أنكر أَن الله ø فِي السَّمَاء فقد كفر» ص ١٣٦.
(٥) ذكر أبو عبد الله الجورقاني في كتابه (الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير) باباً بعنوان «في أن القرآن قديم غير مخلوق ولا مربوب» ج ٢ ص ٣٣٨.
(٦) قال الشيخ ابن عثيمين: «فالمراد باليد يد حقيقية تأخذ وتتصرف وتقبض وتبسط، وكذلك أيضا المراد بالأصابع أصابع حقيقية يأخذ الله بها ما أراد من خلقه، وكذلك المراد بالعين، وهكذا بقية الصفات» شرح العقيدة السفارينية ص ١٠٧.
(٧) قال الذهبي: «فعند ذلك يكشف الله عنه ساقه، فيخر كل كان بظهره طبق» الأربعين في صفات رب العالمين ص ١٣٧.
(٨) قال ابن خزيمة: «لربنا الخالق عينان يبصر بهما» التوحيد ج ١ ص ١١٣.
(٩) روي: «ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن» مسند أحمد بن حنبل ج ١٥ ص ٥٠٠، «لله أشد أذَناً إلى الرجل الحسن الصوت» سنن ابن ماجه ج ١ ص ٤٢٥.