باب في صفات الصانع تعالى
  قلنا: ما يحصل منه يجب أن يكون قديماً؛ لأن العلّة لا يجوز أن تتقدم المعلول.
  وإن قالوا: محدث.
  قلنا: يجب أن يحتاج إلى مُحدِث إلى ما لا نهاية، وهذا محال.
باب في صفات الصانع تعالى
  اعلم أن صفات الله - تعالى - على ثلاثة أضرب:
  [الأول]: صفات تجب له لم يزل ولا يزال، ولا يجوز عليه أضدادها، ولا يجوز خروجه منها.
  والثاني: صفات يجوز أن يكون عليها ولا تجب.
  والثالث: صفات محال، لا يجوز أن يوصف بها.
[الفصل الأول: في الصفات الواجبة لله تعالى]:
  فالأول: صفات الذات: نحو كونه قادراً؛ لأن الفعل يحصل من القادر كخلق العالم وما فيه من العجائب، والفعل لا يحصل ممن ليس بقادر فيجب أن يكون الله - تعالى - قادراً.
  ويعلم أنه - تعالى - عالم؛ لأن الفعل المحكم المتقن لا يحصل إلا من عالم قادر، فإذا حصل منه - تعالى - الأفعال المحكمة المتقنة وجب أن يكون عالماً.
  ويجب أن يعلم أنه حي؛ لأنه قد ثبت كونه قادراً عالماً، وإذا ثبت كونه قادراً عالماً وجب كونه حياً.
  وإذا كان حياً لا تجوز عليه الآفات، وجب أن يكون سميعاً بصيراً مدركاً بشرط وجود المدركات، وكونه موجوداً.
  والدليل على أنه - تعالى - موجود؛ أن المعدوم لا يجوز أن يكون قادراً عالماً فاعلاً، وقد ثبت كونه بهذه الصفات، ولأن المعدوم لا تأثير له في وجود الأشياء.