باب في الهدى والضلال
  الوعيد العظيم والعقاب الأليم.
  ولأن الإضلال عن الدين قبيح، والله - تعالى - لا يفعل القبيح، وقد أضاف الله - تعالى - الإضلال عن الدين إلى الكفار فقال: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ٧٩}(١)، وقال: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ٨٥}(٢)، وحكى عن أهل النار أنهم يقولون: {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ٩٩}(٣) [الشعراء: ٩٩]، {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا}(٤)، وأضاف إلى نفسه الهداية فقال: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}(٥).
[الهدى والضلال في القرآن]:
  فأما الهدى والضلال في القرآن فعلى وجوه:
  فالهداية: تكون بمعنى البيان والدلالة: يعني بيّن طريق الهدى ونصب الدلالة عليه كقوله - تعالى -: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ}، وقال في صفة القرآن: {هُدًى لِلنَّاسِ}(٦).
  والهداية: بمعنى زيادة الألطاف والتأييد: كقوله - تعالى -: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}(٧).
  والهداية: بمعنى الثواب: كقوله - تعالى -: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ٤ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ٥}(٨)، يعني إلى الجنة.
(١) سورة طه: ٧٩.
(٢) سورة طه: ٨٥.
(٣) سورة الشعراء: ٩٩.
(٤) سورة فصلت: ٢٩.
(٥) سورة فصلت: ١٧.
(٦) سورة البقرة: ١٨٥.
(٧) سورة محمد: ١٧.
(٨) سورة محمد: ٥.