مراثيه
  كان لِلهِ قانتاً مستقيماً ... أمةً يقتدي به المقتديّا
  لم يكن همّهُ سوى إعلاء دين ... الله في الأرض مُذ كان صبيّا
  قد قضى عمره جميعاً جهادا ... تالي الذكر راكعاً ساجديّا
  أمراً بالمعروف ناهٍ بقلبٍ ... ولسانٍ للمنكر واليديّا
  أبيض اللون والثياب وقورٌ ... مسبغ للوضوء برّا تقيّا
  مؤمن ٌ صادقٌ مهابٌ جليلٌ ... هاشميٌ من أهل بيت النبيَّ
  خائفاً للإله خوفاً شديداً ... آمِلاً عفو ربه راجيّا
  وسع الناس صدره لم يكن متـ ... ـشدّداً بل معتدلاً وسطيّا
  خالقا الناس كلهم عاذراً من ... خالفوه مسالماً سلميّا
  ولقد أبتلاه ربي بما قد ... أبتلى المؤمنين لم يشتكيّا
  صابراً راضياً بما قد قضاه ... الله ليس بساخطٍ شكيّا
  ثمَّ بعد تمحيص ربي قبضه ... طاهر ما عليه ذنبا نقيّا
  فهنيئاً له قصورٌ وحورٌ ... خالدٌ آكلٌ لما يشتهيّا
  لاتبكوا عليه أبناء عمي ... إنه في ضيافة الخالقيّا
  ضيف ربي عبده دهراً طويلاً ... سيكون به يقيّنا حفيّا
  إنه في الفردوس من دون شك ... يتهنّا لو تعلمون رضيّا
  وإذا الّلم الفراقُ فصبراً ... وقريباً في الجنّة نلتقيّا
  شيخ بيت المتوكل عالم الآل ... سلامٌ عليك ميتاً وحيّا