السبب الداعي لهذه السيرة
  أم نلقى الله قبل ذلك، كل ذلك في علم الله، إلَّا أن أملنا في الله كبير، ورجاؤنا به عظيم، أن يحققَ الأملَ، ويتقبلَ العملَ، ويكتب له النجاحَ والتوفيق، مع أني لم آل جهداً في تحصيل ذلك ابتغاء مرضاة الله وثوابه، وخدمة لطالبيه.
  فاحرص أيها القارئ الكريم ... على ما في ذلك من فوائدَ عظيمة، ودررٍ نفيسة، واعلم أنَّ هذا العمل لم يأتِ إلا بجهدٍ وبذلٍ للوقت ليالٍ وأياما، وقد مكثتُ فيه أكثر من سنةٍ مع القيام ببعض الأعمال، ومع كل ذلك نحمد الله على العون والتوفيق، وإن كنت عند نفسي مقراً بقلة البضاعة وقصر الباع في هذا الميدان، إلَّا أنِّي أرجو من الله سبحانه القبول لذلك، وأن يجعله من الأعمال المقبولة، والآثار المكتوبة، وأن ينفعَ به العبادَ، وكلَ من وقف عليه من أولي الألباب، وأن يجزي والدنا عنا وعن الإسلام والمسلمين أفضل ما جازى به عباده الصالحين وأولياءه المتقين، وأن يعلي مقامه في أعلى الدرجات، وأن يسكنه مساكن الأبرار، وأن يهب لنا من بركات فضائله، وأنوار هدايته، ومحاسن أخلاقه ما نسعد به في الدنيا والآخرة، وأن يجمعنا به وبأسلافنا الأخيار بجوار نبينا محمد وآله في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.