تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

نبذة من حياته المباركة

صفحة 20 - الجزء 1

نبذة من حياته المباركة

  لقد كان رضوان الله عليه مؤمناً ربانياً - بكل ما تعنيه الكلمة - عابداً قانتاً، صائماً قائماً، ورعاً زاهداً، حامداً شاكراً، منذُ نشأته وشبابه، برّاً بوالديه، رؤفاً رحيماً بهما، إذا حدّثَ صدق، وإذا وعدَ أوفى، وإذ اؤتمن أدى أمانته كما هو معروف من حاله، شجاعاً أبياً، يقول الحقّ وإن عزَّ، لا تأخذه في الله لومة لائم، صاحب عقلٍ وحكمة، وخُلقٍ عظيم، وتواضع كبير، لا يكاد أن يساويه أحدٌ في تواضعه وأخلاقه العالية إلَّا القليل ممن رحم الله، شيمته العفو والتسامح وكظم الغيظ، فيحلم عمّن جهله، ويعفو عمن ظلمه، ويصل من قطعه، يعطف على الضعفاء والمساكين ويعين المحتاجين ويحث على إعانتهم، قريبٌ من الله، قريبٌ من الناس محبّبٌ إليهم، فيصلح بينهم، ويحل مشاكلهم، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، يُعظِّمُ كتابَ الله وأوليائه، لم أرَ من يعظم كتاب الله مثلَه إلَّا مَنْ رحم الله، إذا ابتدأ عملَه ابتدأه بالذكر والبسملة قائلاً: ، كلامه ذِكرٌ، وصمته فِكرٌ، وحليفه القرآن فهو يتلوه آناء الليل وأطراف النهار، وليست هذه مبالغة في حقه، وإنّما هو الحقيقة، فإذا نظرتَ إليه رأيت لسانَه يتحرك بذكر الله وتلاوة كتابه،