تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

نبذة من حياته المباركة

صفحة 21 - الجزء 1

  سواء في سفر أو حضر ماشياً أو قاعداً، وما قلنا فهو الحقُّ، والله يشهد على ذلك، وكفى به شهيدا.

  هذا ... وقد لازمته ولله الحمد فلم أجده إلا ذاكراً لله يتلو آيات كتابه، وكنت أسمعه يتلو القرآن حينما أنام بجواره، فإذا ما تشابه عليه بعض آيات القرآن فتح مصحفه الصغير الجيب ليقرأَ الآيةَ ثمّ يعود ويواصل قراءته فسبحان من متّعه ببصره - مع كبر سنه -؛ ليقرأ في المصحف الصغير، وهذا مصداقٌ لحديث النبي ÷ «من أدام النظرَ في المصحف متعه الله ببصره ما بقي في الدنيا» وكنت أسمع له في آخر الليل ركوعاً وسجوداً ومناجاة بين يدي الله بصوت خفي ودون الجهر من القول؛ حيثُ كان ملازماً لقيام الثلث الأخير من الليل مُدة حياته حتى أقعده المرض قبل وفاته رحمه الله تعالى بحوالي ستة أشهر تقريباً.

  وكان أيضاً مبادراً ومسارعاً إلى فعل الطاعات والقربات المقربة الى الله تعالى فلم أرَه طيلة حياته إلّا محافظاً على الصلوات الخمس في أوقاتها جماعة مع تأدية السنن والمندوبات، والتزامه وتأسّيه بسنة رسول الله ÷ حتى في السواك.

  ومن تقواه لله وخشيته أنه كان لا يحلف أبدا؛ بل يقول: الله العالم.