تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

زهده في الدنيا

صفحة 23 - الجزء 1

  وهذا أيضا مع اهتمامه بأداء الواجبات والمحافظة على الصلوات في أوقاتها جماعة كما أسلفنا، ومسارعته إلى الخيرات، وبذل أحب أمواله لله في القربات والمساجد ونحو ذلك، وحبه لصدقة السر، والعطف على الضعفاء والمساكين، والحث على إعانتهم، وإعانة المعسرين، وتيسير الزواج للشباب، وقضاء حوائج المحتاجين، فكم ... له من أيادٍ كريمة، ومقاماتٍ نبيلة، ومساعٍ حميدة في ذلك، فأعماله الصالحة، وأخلاقه الطيبة، ومعاملته الحسنة مع الناس جميعاً، أدت إلى محبتهم له وقربهم منه، فهو قريبٌ منهم محببٌ إليهم، أينما توجهت في أي بلدٍ أو مجتمعٍ فهم يحبونه ويثنون عليه بالصفات الطيبة، والخصال الحميدة، فسبحان من ملأ محبته قلوب العباد، مع ما حباه الله سبحانه بالحلم والمهابة والوقار، وليس هذا مزايدة في شأنه، وإنما هو الحقّ، ولا ينبئك مثل خبير، فهو بحقٍ أُمّة يُقتدى به، ومثلاً يُحتذى بحذوه.

  ترى لسيرته هدياً لمتخذٍ ... سبيلها عنه في بحر الهدى سربا

  آهاً لمن كان سبّاقاً إلى الرتب ... الدين أولها يهناه ما كسبا

  لهذا ... أدعو نفسي وذريتي وجميع أقاربنا وأرحامنا وأهل مجتمعنا وكافة إخواننا المؤمنين إلى الاقتداء والتأسي به | في إخلاصه لله وتقواه، وفي كل أعماله الصالحة، ومعاملته الحسنة مع الناس،