تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

دوره في نصرة الدين

صفحة 24 - الجزء 1

  وحرصه على هدايتهم، وصلاح ذات بينهم، والتي تجل عن النظير، فلم ترَ قطُّ عيني مثله سوى علمائنا العاملين، فقد جمع كمال الخصال، وخصال الكمال، وتنافست في بلوغ مرتبته أعيان الرجال.

  هيهات أن يأتي الزمانُ بمثله ... إن الزمانَ بمثله لبخيل

  وليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد

  نعم ... حينما نذكر حياة الصالحين ما ذاك إلَّا لنقتبس من أنوار هدايتهم، ونتبرك بذكر أعمالهم الصالحة، ونقتدي بهم في أفعالهم الطيبة، وأخلاقهم الكريمة، فنتعلم منهم الدروس، ونستلهم منهم العظات والعبر، فهم نورٌ للمستبصرين، وسراجٌ للمتنورين، وقدوة للمسترشدين المتقين.

  لهذا كان رضوان الله عليه، نوراً ساطعاً، وسراجاً منيراً، ومثلاً يُقتدى وإسوة يحتذى، فهو منذُ حداثة سِنّه ونعومة أظفاره ناشئٌ على الإيمان والتقوى، والعلم والعبادة، ملازم لذكر الله تعالى لا يفتر لسانه عن ذكر الله وتلاوة كتابه ليلاً ونهاراً، كما أسلفنا.

  ولله القائل:

  أئمةُ عدلٍ يُقتدى بفعالهم ... وتؤمن منهم زلة العثراتِ

  فيا ربِّ زد قلبي هدىً وبصيرة ... وزد حبهم يا ربِّ في حسنات