الإصلاح بين الناس
  هذا ... وكما كان يطوف بالبلدان للإصلاح بين الناس وإخماد نار الفتن، كذلك كان يطوف في الأسواق العامة - التي هي على مدار الأسبوع مثل: سوق الجمعة بقفلة عِذر، والسبت بالعَشّة، وسوق الأحد بالبُطَنة، والإثنين بالسُّكَيبات، والخميس بالعُصيمَات ... إلخ، وذلك حسب ظروف وبلدان القبائل - لاسيما في الأشهر الحرم، وكذلك في شهر رمضان، مُظْهِراً بصوته أمام الناس فضل هذه الأشهر وحُرمتها عند الله، وتحريم الظلم والقتال وقطع الطريق المسبّلة على الناس فيها، ويذكرهم بالله ويحذرهم من عقابه، ويحثهم على التراحم والتآخي، ثم يدعو الله للمسلمين بالخير والرحمة ونزول الأمطار والبركات على العباد، ولمن استجاب لدعوة الله ورعى حرمة الله، وحرمة عباده، لاسيما في هذه الأشهر الحرم، وكذلك كان يدعو على من خالف وعصى الله فيها وظلم عباده بالعقاب، وأن يعجّل الله عقوبته عليه، فيخاف الناس من دعوته وينزجرون حتى العصاة العتاة الذين يقطعون الطريق ويخيفون السبيل على المسافرين الآمنين، وما ذاك إلَّا لعلمهم بفضله، واستجابة الله لدعائه، كما ذلك مجرّبٌ ومعروف لديهم، ومعلومٌ عند الناس جميعا، أنّها لا تُرَدُّ له بفضل الله دعوة.