وضع الناس من الفتن
  باختلافهم على بعض القضايا من ذلك: اختلافهم على منطقة الهَيجة - بين قَفلة عذر والعشة - فالكل يريد أن يأخذها له ويستولي عليها لخصبة أرضها الزراعية، - مع أنهم جميعا يحتاجون لبرهان، والذي يظهر أنها مِلكُ بيت حميدالدين للحسن بن يحيى، كما يحكي الناس ذلك والله أعلم - ولا زالوا كذلك حتى فَرَّجَ الله تعالى بفرجه واقتنع كلُ طرفٍ من نفسه، لكنهم لم يعقلوا إلَّا بعد حوالي ثمان سنوات من الحروب المريرة ومئات القتلى، وهذا فيما يخص القبيلتين الكبيرتين قبيلة عذر، والعصيمات، وأمَّا فيما يخص كل قبيلة بنفسها داخلياً أي: داخل قبيلة عذر نفسها، أو داخل قبيلة العصيمات فكل قبيلة تنشب فيها المشاكل والحروب والفتن والقتل والقتال، وقطع الطريق المسبلة وإخافة المسافرين على أدنى مشكلة، فلا تكاد الأمورُ تستمر أسبوعاً أو شهراً أو أقل أو أكثر إلَّا وتحصل مشاكل داخلية في نفس القبيلة أو خارجية مع غيرها، وأقلّ مشكلة تحصل يقطعون بسببها الطريق المسبلة على المسافرين والضعفاء والمساكين، وربّما تطورت المشاكل فتنشب الحروب والفتن سواء في قبيلة عذر، أو العصيمات، أو غيرهما من قبائل الأهنوم، وحجور، وسفيان ... إلخ، فهم في نزاعٍ مستمر، وحروبٍ شديدة حصادها الكثير من الناس.