تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

وضع الناس من الفتن

صفحة 32 - الجزء 1

  هذا ... وقد أخبرنا بنفسه والدنا المرحوم عبدالله بن أحسن المتوكل أنه ممن رسم حدود سفيان مع العصيمات، وكان هو وكوكبة من العلماء منهم: السيد العالم الزاهد/زيد بن علي الغماري، والسيد العالم الفاضل/محمد الكوكباني وغيرهم، لا أتذكرهم الآن وكان يستحيي من إخوانه العلماء؛ لما يرى من احترام الناس وتعظيمهم له، فهو لا يرى لنفسه قدراً، لكنّ الله تعالى جعل له قبولاً ومحبةً في قلوب العباد.

  وهكذا ... كانت تنشب الحروب الطاحنة ويُقتل فيها الكثير من الناس، أمَّا قطع الطريق فقد اتخذوها عادةً فيما بينهم، كما يسمّونه حَوْرٌ وحِوَار، وقد سمعنا بعض عُقّالهم يقول: القطاع سُنَّة، أي: أنّه جائزٌ، بمعنى أنّه أخفّ من القتل فيجوز لهم ذلك، هذا لسان حالهم.

  هذا ... وكان طريق الأهنوم من بلاد عذر، وكانوا يتسلطون عليهم ويقطعون عليهم الطريق؛ لذلك تسلطت قبائل العصيمات على قبائل عذر، فكان لا يمشي أحدٌ لا ذاهبا ولا راجعا، ولا كبير قبيلة ولا صغيرها إلَّا تقطع له العصيمات، وكادَتْ الدنيا أن تكون دارَ جزاء؛ لهذا أصبحنا في يومٍ من الأيام وبعض قبائل عذر يشكون تسلط قبائل العصيمات عليهم، حيث لا يستطيع أحدٌ أن يسافر من العشة بلاد العصيمات إلَّا ويتقطعون له ويأخذون سيارته فقلنا لهم: