تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

وضع الناس من الفتن

صفحة 34 - الجزء 1

  وذلك حيّ سيدنا ووالدنا العالم التقي/عبدالله بن أحسن المتوكل رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه فسيح جناته، وألحقه بسلفه الأخيار في جنات عدنٍ عند مليك مقتدر، الذي كرَّس جهدَه وحياته، وفرغ نفسَه ووقته، وافنى عمرَه وشبابه في إصلاح شأن المسلمين بإصلاح ذات بينهم، وفكّ خصوماتهم، وتأمين سُبلهم، وحل مشاكلهم، فيحلها بعون الله وتوفيقه، ويحقن الدماء، ويسكن الدهماء، ويخمد نار الفتن، ويطفئ لهيبها، ما استطاع لذلك سبيلاً، وكل ذلك بفضل الله وعونه، وتأييده وإكرامه له، حيثُ أكرمه بكراماتٍ عديدة من ذلك الإصلاح بين الناس، فسبحان من وفقه لذلك، وجعل على يديه صلاح أحوالهم بفضله سبحانه ومنِّه، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده الصالحين.

  ومن ذلك أيضاً: استجابة الله لدعائه، فلا يدعو بأحدٍ من الناس، أو بأحدٍ من المتخاصمين إذا أعتدى وظلم إلَّا أهلكه الله بيومه، كما هو معروف، وسيأتي ذكره إن شاء الله.

  وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنَّما يدل على إخلاصه لله وتقواه وصلته ومعرفته بالله جلّ وعلا، وحبه لثوابه وابتغاء مرضاته؛ لهذا أكرمه الله باستجابة دعائه، ووفقه للإصلاح بين الناس فكان يحل القضايا